ارتفع عدد المعتقلات في الكيان اليهودي المصطنع، وارتفع عدد المعتقلين واشتد التعذيب في زنزانات النازيين الجدد، ومن أهم هذه المعتقلات معتقل (كتسيعوت) أو معتقل (أنصار 3) والذي افتتحه العدو اليهودي عام 1988م أيام الانتفاضة الأولى، وهو يقع في صحراء النقب ذات الطقس الصحراوي القاسي جداً، ويبعد هذا المعتقل 100 كلم عن مدينة بئر السبع، وبلغ مجموع من دخل وخرج مِن وإلى هذا المعتقل خلال ست سنوات منذ عام 1988م وحتى عام 1994م حوالي 170.000 معتقل.
أما في الانتفاضة الثانية فقد أعيد افتتاح هذا المعتقل مجدداً ونقل إليه العديد من الأسرى من مختلف مناطق فلسطين، ومنعت عنهم الزيارات، ولا أحد يطالب بالإفراج عنهم أو رفع الظلم والتعذيب عنهم فهم يشبهون معتقلي (غوانتانامو) في كوبا، حيث يمارس حماة اليهود ممارسات تشبه ما يمارسه اليهود، ولا ندري هل التلميذ تعلم من أستاذه؟ أم العكس.
لا نتوقع من الأعداء مهما كان موقعهم أن ينصفوا أبناء أمتنا، لكن هذه الإجراءات توضح للأمة أن مصيرها لا يصح أن يكون إلا بيدها لا بيد أميركا ولا أوروبا، وأن مصيرها لا يتقرر في كواليس مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومؤتمرات القمة العربية والإسلامية ولا يتقرر في شرم الشيخ وكامب ديفيد وأوسلو وطاولات المفاوضات، ومهازل الإصلاحات المزيفة وتغيير الوجوه المتعفنة.
وليس أمام الأمة سوى نفض غبار الذل والإحباط وتحطيم الأصنام التي وضعتها الدول المستعمرة الفاجرة وتولت رعايتها وتثبيت كياناتها المترهلة، فما هي إلا هنيهات، ويعود الحق إلى نصابه، وتعود للأمة عزتها، فجولة الباطل ساعة، ومهما استطولها بعض الناس فهي قصيرة، وكل آتٍ قريب .