من يرسم دور الدول الصغيرة
200/09/17م
المقالات
2,372 زيارة
من يرسم دور الدول الصغيرة
هناك دول صغيرة تقوم بأدوار كبيرة، وهناك دول كبيرة تقوم بأدوار صغيرة، وهناك دول لا تقوم بأي دور سواء أكانت كبيرة أم صغيرة، أما ما يخفى على الناس فهو معرفة من يقوم بتحديد الأدوار والأحجام والسياسات؟
لو أخذنا عيِّنة من هذه الدول ولتكن قطر مثلاً، لوجدنا أن النظام القطري يقوم بأدوار تعجز عنها الأنظمة المصرية والسعودية والتركية، وهذا سر من أسرار الصراع الدولي وأدواته المحلية التي تعمل في خدمة الخارج مقابل بقائها في السلطة، ولو دققنا أكثر لوجدنا أن قطر كانت فاعلة في التوسط بين النظام اليمني وبين الحوثيين، وكان للنظام القطري دور في حل الخلافات بين فريقي النزاع في لبنان بعد أحداث ما سُمي بسبعة أيار، وكان للنظام القطري دور في دارفور وجنوب السودان وتشاد وغزة وغيرها.
لو قارنا مصر بقطر نجد أن مصر التي كانت تقود الحركة السياسية في الماضي مع بعض المنافسة السعودية على تزعم قافلة العرب، نجد أن مصر عجزت منذ بضعة سنوات وحتى هذه اللحظة عن إجراء مصالحة بين فتح وحماس، كما عجزت السعودية قبلها عن تحقيق الأمر نفسه، فما هو السر وراء ذلك كله؟
يبدو والله أعلم أن اللاعبين الكبار في السياسة الدولية يوزعون الأدوار بين الدول الصغيرة والدول الكبيرة، فيكلفون الدول الكبيرة التي تدور في فلكهم من الدول العميلة لهم بإشعال الحرائق في مختلف المناطق، ثم تكلف الدول الصغيرة بدور الإطفائي لكي تكتمل اللعبة القذرة التي تتلاعب في دماء الشعوب، ثم تعود لإشعال النار من جديد ريثما تنضج الطبخة الدولية على نار الحروب المستعرة، فيتحقق الهدف المطلوب وتنتهي المسرحية الأميركية – الأوروبية للهيمنة على شتى البلدان والدول المتفلتة من الرضوخ للنفوذ الأميركي – الأوروبي الذي لا يتوقف عن التمدد والانتشار… والصراع
هل تبقى الأمة نهباً للأطماع الأميركية والأوروبية وما بينهما؟ كلا لن تبقى هكذا لأنها أمة خير وعطاء، ولأنها أصبحت أكثر وعياً وأكثر قدرة على رد كيد الأعداء، وأكثر استعداداً للتضحية، مهما تعاظم التضليل والقمع والتعتيم، وتكاثرت السجون والمعتقلات السرية والعلنية، فهذه أمة الخير وخير أمة أخرجت للناس، وهي منصورة بإذن الله تعالى.
200-09-17