المرأة ودورها في الحياة
2001/02/11م
المقالات
2,156 زيارة
قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). وقال عليه السلام: «النساء شقائق الرجال» رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن عائشة أم المؤمنين.
إن المرأة والرجل ما خلقوا إلا ليعبدوا الله عز وجل وكلاهما سواء في الواجبات وفي الثواب فكما فُرض على الرجل الصلاة والصيام والحج كذلك فُرض على المرأة هذه الواجبات، وكما فُرض على الرجل العمل لقيام دولة الإسلام كذلك فُرض على المرأة العمل لها ولكن لكل منهما دور، فما هو دور المرأة في هذا الواقع الجاهلي؟
إن المرأة هي من المسؤولات الأوائل في هذا المجتمع ولا قيام له إلا بها فهي شطر المجتمع وهي شقيقة الرجل ومثيلة له وهي شطر لبني الإنسان كافة فهي الزوجة والأم ولقد قال عليه السلام: «إنما النساء شقائق الرجال» فهي الركن الأساسي في هذا المجتمع إذا صلحت صلح وإذا فسدت فسد.
وللمرأة أياً كانت أُماً أو زوجة دور عظيم وأهمية كبرى وتقع على عاتقها مسؤولية ضخمة وغير سهلة فهي إذا كانت داعية فإنها تقف أمام مجتمع نسائي عليها تقع مسؤولية إيقاظه من غفوته وغفلته وعليها تقع مسؤولية انتشاله من وحل اللامبالاة والجهل الذي يرتعن فيه فهي إذ توقظ وتنتشل فإنها توقظ أماً وتنتشل زوجة وأماً لا بد لها أن تنتبه إلى أبنائها وأن تربيهم تربية صالحة وتنشئهم تنشئة إسلامية ولا بد أن يكون هناك هدفٌ من تربيتهم التربية الصالحة ألا وهي أن يكونوا عاملين من أجل تحكيم كتاب الله وسنة رسوله في الأرض ومن أجل استعادة خلافتنا ومواجهة الطواغيت والكفار، فهناك كثير من النساء كن محاضن خالدة لتربية الأجيال ولبعضهن مواقف تصلح أن تكون نبراساً ونموذجاً للنساء المسلمات فها هي صفية بنت عبد المطلب توفي عنها زوجها وترك لها ابناً وهو الزبير رضي الله عنه فربته تربية طيبة وعلمته إصلاح القسي ودأبت على قذفه في كل مخوفة فإذا أحجم ضربته حتى إنها عوتبت من بعض أعمامه فقالوا لها: “إنك تضربينه ضرب مبغضة لا ضرب أم” فبينت لهم أنها لا تبغضه بل تعده لعظائم الأمور ولهزيمة الأعداء. وكذلك أم حبيب نسيبة بنت كعب المازنية عندما أراد الرسول أن يبعث رسولاً إلى مسيلمة الكذاب فاختار حبيب بن نسيبة ولم يكن عمره قد تجاوز الثامنة عشرة شاباً في أول طلعته ولم تعترض هذه الأم رغم علمها أن هذا الفتى قد لا يعود إليها فقد شجعته على أن يلبي نداء رسول الله عليه السلام ولم يدفعها حنان الأم لأن تقعده في منزلها، وها هي الخنساء تقدم أربعة شباب في عمر الورد للجهاد وأرادت منهم أن لا يرجع لها أحد حياً بل أرادتهم جميعهم شهداء وحثتهم على الجهاد والاستشهاد وكان لها ما أرادت. وهكذا المرأة المسلمة الداعية فهي توقظ الزوجة التي عليها أن تكون عوناً لزوجها في طريق الجهاد والدعوة وعليها أن تكون الشمعة التي تنير له هذا الطريق بالدعاء والحث على العمل للدين لا أن تثبط عزيمته وتخوفه وتشغله بالدنيا عن العمل لدينه ولدولة الإسلام. والمرأة المسلمة لها مواقف عظيمة في الجهاد والدعوة فها هي أسماء تقف في وجه أبي جهل ترد عليه دون تلعثم ببطولة فذة، عندما جاء يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فلا تعلمه بمكانهما دون أن تخشى بطشه حتى لا تمكن أبا جهل من اللحاق بالرسول وصاحبه فيلحق بهما الأذى. وتلك صفية بنت عبد المطلب آمنت بالله عز وجل وصدقت رسول الله وهاجرت وهي قد تخطت الستين وفي أُحد جاهدت مع ابن أخيها حمزة ومع ابنها الزبير فلما انكشف المسلمون هبت هذه المرأة كلبؤة وانتزعت رمحاً من أحد المنهزمين وانقضت تشق الصفوف تزأر في المسلمين وتقول: “ويحكم أتفرون عن رسول الله” ويراها الرسول عليه السلام فيقول للزبير: ردها فإن أخاها حمزة قد مثل به المشركون فقال لها ابنها: إليك يا أماه فقالت له: تنحَّ لا أم لك أتفرون عن رسول الله فقال لها: إن رسول الله يأمرك أن ترجعي فقالت الأم: الأمر أمر رسول الله إني قد بلغني أنه قد مُثل بأخي حمزة وذاك في ذات الله وذاك في سبيل الله والحمد لله فقال عليه السلام لابنها: خل سبيلها فخاضت المعركة حتى انتهت ولما وضعت الحرب أوزارها وقفت على حمزة أخيها وقفة العظماء وقد بقر بطنه وجدعت أنفه وقطعت أذناه وشوه وجهه فاستغفرت له وجعلت تقول: إن ذاك في ذات الله وقد رضيت بقضاء الله لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله. وفي يوم الخندق عندما تركها الرسول عليه السلام في حصن حسان بن ثابت قتلت صفية مشركاً وكانت أول امرأة تقتل مشركاً في الإسلام.
هذه هي المرأة فإن لها دوراً فعالاً في المجتمع ومن هنا قام أعداء الإسلام من الغربيين والنصارى واليهود بمحاولة حرف المرأة عن دورها العظيم هذا ونشر ثقافتهم السيئة في بلاد المسلمين. فالمرأة عند هؤلاء هي أول هدف في دعوتهم الإباحية.
يقول أحد أقطاب المستعمرين: (كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوهم في حب المادة والشهوات). وهكذا استعملوا المرأة كإحدى وسائل الهجوم على الأمة الإسلامية ولا زالوا مستمرين في هذا الهجوم، وإن لم تدرك الأمة بعامة والمرأة بخاصة هذا الخطر وتتسلّح بإسلامها العظيم للوقوف في وجه هذا الخطر، إن لم تفعل ذلك فإنها ستصاب في مقتل، أما إن ثبتت على الحق وصبرت واتقت فلن يضرها كيد الكفار شيئاً (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً).
فعلى المرأة المسلمة أن تعلم أنها تنتمي إلى أمة جليلة عظيمة ألا وهي أمة الإسلام التي لا توجد على الأرض أمة مثلها، أنجبت قادةً ورجالاً عظماء فاتحين تخرجوا من تحت يديها وقبل هذا كله فإن هذه الأمة أمة الهداية والرشد والدين القويم وهي الأمة التي جعلها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر والشر وتقود البشرية إلى العدل والإحسان تخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد سبحانه وحده ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
فإلى المرأة المسلمة: إرجعي إلى مكانك وخذي دورك ولتكوني قدوةً لنساء المجتمع وأسوةً لأبنائك علّميهم بذل أبي بكر وشجاعة عمر وعدله وحياء عثمان وعلم علي رضي الله عنهم أجمعين واذكري قول عمر بن الخطاب: “نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله” فنحن لا يصلح حالنا ويستقيم إلا بما صلح به حال الصحابة الأوائل بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام فعليك أن تعملي بالحق وتستمري فيه دون توقف، فإنا إذا توقفنا فأعداء الله لا يتوقفون بل يكيدون ويمكرون للإسلام والمسلمين ليلاً ونهاراً (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
قارئة مسلمة
2001-02-11