اليقين بما وعد الله به من إظهار دينه
2004/03/10م
المقالات
2,167 زيارة
رياض الجنة
|
قالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذا مَرَرْتُمْ برِياضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا»
|
اليقين بما وعد الله به من إظهار دينه
– أخرج الخطيب في رواة مالك عن ابن عمر رضي الله عنه قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم واشرأب النفاق بالمدينة، وارتد العرب، وارتدت العجم… وقالوا: قد مات هذا الرجل الذي كانت العرب تنصر به… فجمع أبو بكر رضي الله عنه المهاجرين والأنصار… ثم صعد المنبر، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد: فإن اللَّه بعث محمداً صلى الله عليه وسلم، والحق قُلٌ شريد، والإسلام غريب طريد، قد رَثَّ حبله وقلّ أهله، فجمعهم اللَّه بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهم الأمة الباقية الوسطى، واللَّه لا أبرح أقوم بأمر اللَّه، وأجاهد في سبيل اللَّه، حتى ينجز اللَّه لنا ويفي لنا عهده، فيقتل من قُتل منا شهيداً في الجنة، ويبقى من بقي منا خليفة اللَّه في أرضه، ووارث عباده. قضى اللَّه الحق، فإن اللَّه تعالى قال – وليس لقوله خُلْفٌ -: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ)[النور/55]. واللَّهِ لو منعوني عقالاً مما كانوا يعطون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل معهم الشجر المَدَرُ، والجن والإنس، لجاهدتهم حتى تلحق روحي باللَّه!! إن اللَّه لم يفرّق بين الصلاة والزكاة ثم جمعهما. فكبّر عمر، وقال: واللَّهِ قد علمت – واللَّهِ لأبي بكر على قتالهم – أنه الحق. كذا في كنز العمال.
– أخرج ابن جرير الطبري عن القاسم بن محمد، (في تحريض عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الجهاد): أين الطرّاد المهاجرون عن موعود اللَّه؟. سيروا في الأرض التي وعدكم اللَّه في الكتاب أن يورثكموها؛ فإنه قال:( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه)[الفتح/28]. واللَّه مظهر دينه، ومعز ناصره، ومولي أهله مواريث الأمم، أين عباد اللَّه الصالحون؟
– أخرج ابن جرير الطبري من طريق سيف عن محمد وطلحة وزياد بإسنادهم، قالوا: خطب سعد – يوم القادسية – فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: إن اللّّه هو الحق، لا شريك له في الملك، وليس لقوله خلف. قال اللَّه جل ثناؤه: ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)[الأنبياء/105] إن هذا ميراثكم وموعود ربكم… وأنتم وجوه العرب، وأعيانهم، وخيار كل قبيلة، وعز من وراءكم، فإن تزهدوا في الدنيا، وترغبوا في الآخرة، جمع اللَّه لكم الدنيا والآخرة، ولا يقرّب ذلك أحداً إلى أجله، وإن تفشلوا وتهنوا وتضعفوا، تذهب ريحكم وتوبقوا آخرتكم .
2004-03-10