رسالة إلى المسلمات المعذبات في سجن أبو غريب
2004/07/10م
المقالات
2,266 زيارة
رسالة إلى المسلمات المعذبات في سجن أبو غريب
من بيان وزعته ممثلة حزب التحرير في بريطانيا، في المسيرة الاحتجاجية، التي قامت بها النساء المسلمات في لندن، بتاريخ 11/05/2004، على جرائم الاحتلال الأميركي وحلفائه، في سجن أبو غريب في العراق.
بسم الله الرحمن الرحيم
إننا نقف هنا اليوم لنبعث برسالة الى العالم، أقول : إننا لن نقف صامتين نحو إذلال المسلمين في العالم عامة وإهانة أخواتنا وإخوتنا في العراق خاصة، إن الحكومة الأميركية، والحكومة البريطانية غزتا العراق بوعود ؛ لتحريرهم من حكم صدام الاستبدادي. اليوم هذه الحكومات تتربع على عرشها، إنهم الارهابيون الجدد للشعب العراقي، إنهم الحرس الجمهوري الجديد في العراق.
أخواتي : إن حزب البعث المخيف يحيا من جديد، هذه الحكومات العلمانية الغربية ادعت بأنها حماة للعدالة، والأخلاق، ولحقوق المرأة، وفي الحقيقة هم أبطال الإرهاب الدولي في تعذيب الرجال والنساء والأطفال، وما هم إلا استعماريون يريدون تحرير مواردهم الاقتصادية وحمايتها من العالم الاسلامي.
أميركا وبريطانيا مستمرة في الاعتقالات الاستبدادية لمئات من المسلمات في سجون جيش التحالف. الآنسة إيمان خمّاس، رئيسة مركز مراقبة الاحتلال الدولي في بغداد، قدمت تقريراً، بأن هناك 625 سجينة في سجن الرصاف في أم قصر، و750 في الكاظمية لوحدها، أعمارهن تبدأ من 12 حتى العجائز، ومعظمهنّ سُجنّ لإجبار المطلوبين من عائلاتهن على تسليم أنفسهم. وهذا ما تدل عليه الأوراق التي وجدت في بيوتهم بعد مداهمتها من قبل جيوش التحالف، حيث كتب عليها: إستَسلمْ، زوجتك معنا.
إن العلمانية الغربية ادعت أنها ليست مثل ديكتاتورية حكام المسلمين، وأن نظامها القضائي الديمقراطي هو اللعدل الذي فيه (المتهم بريء حتى تثبت ادانته)، وأقول : الوقائع تكشف الأكاذيب، هؤلاء المسلمات اعتقلن بدون أية تهم توجه لهن، وبدون أية قدرة على الاتصال بمحامين، ولا تعرف أماكنهن، الأهالي لا يستطيعون زيارة ذويهم. احدى المحاميات العراقيات قالت : ان العراق أصبح غوانتنامو كبيراً، ومع كل ذلك…..! هذا لا يدهشنا كمسلمين، نعلم حقيقة العلمانية، وحقيقة الديمقراطية، فهي أنظمة يُوضع القانون فيها حسب رغبات الإنسان، ولهذا لا يوجد فيها أي مقاييس ثابتة لما هو عدل، أو صحيح، أو خطأ. إن العدل فيها مؤقت، وانظمتها خاضعة لنزوات من هم في السلطة وهواهم، وما هي إلا دكتاتورية جماعية.
أخواتي المسلمات : إن جيوش التحالف المحتلة تصطنع فنوناً عدة في أساليب تعذيب النساء، وحسب قصة امرأة في السبعين من عمرها، سجنت لمدة ستة اسابيع بدون تهمة، حيث قاموا بتكبيلها برباط خاص بالحيوانات، وجعلوها تمشي على أربع، ثم قاموا بالركوب على ظهرها.
هذه الحكومات التي تدعي أنها جاءت بالحرية التي ستجلب العزة والاحترام للنساء في العراق، هي نفسها التي انتهكت أعراض النساء، وسلبت براءة الأطفال، في سجن أبو غريب، الذي اشتهر بالفضائح التي اقترفتها هذه الحكومات، بأفعال تنأى عنها وحوش الغاب … وحسب قصة سهيب الباز، وهي صحفية، كانت معتقلة هناك، بأنهم قاموا بضرب طفلة في الثانية عشرة من عمرها، وقد سمعوا صراخها، ونداءها لأخيها في السجن المقابل ليساعدها، ولكن لم يستطع عمل أي شيء سوى الاستماع لهذا الصراخ. وماذا عن الرسالة التي كتبتها إحدى السجينات، وهرَّبتها خارج السجن تطلب فيها من المسلمين الذهاب لتدمير سجن أبو غريب، على رأس كل من فيه؛ لأن النساء في السجن اغتصبن، حيث تقول في رسالتها : رسالة من أختكم نور التي تقعد في سجن أبو غريب، هل لي أن أصف لكم الجوع وأنتم تأكلون ؟! أم هل أصف لكم العطش وأنتم تشربون ؟! أم أصف انعدام النوم وأنتم تنامون؟! أم أصف التعرِّي وأنتم تلبسون ؟! نحن مغتصبون ومعذبون، ثيابنا مزقت علينا، نحن جوعى، وبطوننا فارغة، من سيأتي لنجدتنا ؟!.
أخواتي المسلمات : حاولت الحكومات أن تثبت بأن ما حصل هو فقط عمل أفراد في جيوشها، وهي ليست من طبيعة قيمهم، ولا تمثل طريقتهم في الحياة، حسب قول بوش، عندما قال: (ليست هذه هي الطريقة التي تتم بها الأمور في أميركا ). وقالوا أيضا عما حصل إنه فقط (بعض التفاحات الفاسدة). أخواتي : مرة أخرى… الوقائع تكشف الأكاذيب. فهذه طبيعة العلمانية الفاسدة التي تقوم عليها أميركا وبريطانيا وأحلافهما. فما حصل في سجن أبو غريب ليس مقتصراً عليه، وماذا عن الوحشيات الأميركية في فيتنام، إن القسوة والهمجية نحو المرأة تسري في دم الشعوب الإمبريالية، هل تذكرون ما حصل في صوماليا خلال ما أسمته أميركا بعملية استرجاع الأمل؟! المسلمات في صوماليا تعرضن كذلك لاعتداءات القوات الأميركية الوحشية الذين قاموا بتصوير أعمالهم المنحرفة واحتفظوا بالصور، وكأنها ميداليات تذكارية. فهل ما حصل في العراق فعلاً كان فقط تفاحات فاسدة ؟!! إن علمانية الغرب تحمل هذه السموم و(القيم) الساقطة. فها هو جينز تايلرز في بريطانيا، أب لثلاثة أطفال يغتصب رضيعاً عمره ثلاثة عشر شهراً، وهو بذلك يمارس (حريته!)، هذه الحرية هي التي سببت الظلم والاضطهاد العالمي للمرأة.
الحرية لم تجلب إلا التعاسة والشقاء، ومن رأى وشاهد مرارة ثمار هذه الثقافة، فليس من الغريب إذاً أن يتجنب الطريقة العلمانية في الحياة، ويعتقد وبكل اقتناع أن هوية المرأة المسلمة، هي الهوية التي حددها الإسلام، ولا تعنينا وتطرشنا الأكاذيب التي تشاع ضد الإسلام وطريقته في معاملة المرأة؛ لأن الإسلام وحده هو الذي حافظ على عزة وشرف المرأة، وأعطاها الحماية والمنزلة التي تستحقها، حيث يقول الرسول صلى الله عليه : «الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة».
أيها الحكومات الغربية: إن الظلم الذي يقع في بلادنا على المسلمين؛ سببه غياب الحكم الاسلامي، وسببه وجود عملائكم من الحكام المستبدين الطغاة، الذين رعيتموهم ودعمتموهم من أجل خدمة أغراضكم الاقتصادية، فهم الذين يطبقون نظامكم، العلمانية الفاسدة، وما جلبوا على هذه الأمة إلا عقوداً من الشقاء والمعاناة، فهم الذين منعوا النساء المسلمات من التعليم والعناية الصحية؛ بسبب إرتدائهن الحجاب الذي فرضه الله عليهن. فها هو كريموف في أوزباكستان يسجن ويعذب النساء لحملهن الاسلام، مثل فاطمة كريموف، أم لخمسة أطفال حُكمت بالسجن لست سنوات؛ لأنها فضحت وحشية البوليس الأوزباكستاني، عندما حاولت أن تثبت بأن زوجها مات مقتولا تحت العذاب في سجونهم.
أخواتي المسلمات : حكام المسلمين، الذين يقفون صامتين مشلولي الأيدي والأرجل، متراخين متكاسلين عن واجبهم، يحمون جنود المغتصب، ويحفظون قواعد القاتل المنتهك للأعراض والحرمات، وعندما نادت النساء المسلمات الجيوش المسلمة للنجدة من هؤلاء الحكام، كبّلوا جيوش المسلمين في ثكناتها. أخواتي : إن خلافتنا الإسلامية في الماضي لم تكبل جيوشها، ولم تتساهل في عِرض نسائها، فها هو المعتصم بالله يبعث بأربعين ألفاً من الجنود إلى العامرية، أكبر حصون الإمبراطورية الرومانية، بعد سماعه بساعات خبر الاعتداء على امرأة مسلمة واحدة من قبل جندي روماني.
أيها المسلمات : هل من شك بأن الخلاص لهذه الأمة هو عودة الخلافة الإسلامية ؟! هل من شك بأنها هي الحماية الوحيدة لعِرضها، والطريقة الوحيدة لتحرير أراضينا، وإعادة عزتنا وعزة أمة محمد صلى الله عليه ؟!.
أيها المسلمات : كنساء مسلمات في حزب التحرير في بريطانيا نقف هنا اليوم، ومعنا رسالة لنقدمها للعالم.
إلى الحكومات الغربية : نطالب بأن تفكّوا أسرى كل المساجين في العراق، و أن تنسحبوا بجيوشكم المحتلة من كل قطعة صغيرة استعمرتموها من أراضينا، أخرجوا بجيوشكم وقواعدكم ومنظماتكم، وخذوا معكم عملاءكم من الحكام. إن مبدأكم الرأسمالي العلماني عدو الإنسانية، وما خلّف الا الدمار والخراب للعالم أجمع.
إلى الجيوش المسلمة : إننا نناديكم لتتحروا من القيود التي وضعها عليكم حكام المسلمين، الذين أبعدوكم عن دوركم الرئيسي في حماية الإسلام والأمة الإسلامية، أخواتكم في العراق يبكين من أجل مساعدتكم. إن لديكم القدرة لتخليصهن من معاناتهن وآلامهن، ألا تلبون النداء ؟؟!! آلا تبكي قلوبكم لدموع عارهن ؟؟!! أكسروا تبعيَّتكم لهؤلاء الطغاة الجبناء، وحرروا بلادنا، وأعيدوا الشرف لأسمائكم ؛ كي تصبحوا حماة لدولة الإسلام.
إلى نساء هذه الأمة بالعالم الاسلامي والغربي : إننا نناشدكن أن ترفضن المبدأ العلماني وكل ما يسانده ؛ لأنه لم يجلب سوى الذل والخزي والشقاء، ولا تستجبن لمن يناديكن لترك دينكن وترك عبادتكن لله. إننا في حزب التحرير نناديكن أن تنهضن وتعملن معنا لإعادة تطبيق الاسلام، وإقامة دولة الخلافة.
أيها المسلمات : إن أمتنا تنزف وتصرخ و تنادينا فهل لنا من تلبية النداء.
وأخيراً إلى أخواتنا اللواتي أُذللن من قوات الاحتلال واللواتي لُوِّث شرفهن وواجهن الطغيان من الحكام المستبدين: إننا في بريطانيا نقول لكن قد سمعنا صياحكن وعويلكن، إننا نشعر بآلامكن، ولن نتخلى عنكن أبداً، ولن نصمت أبداً، سنعمل ليل نهار لإعادة دولة الخلافة التي ستقفل أبواب السجون، وتكسر ظهور الظملة المعتدين، إمسحن دمعوكن لأن الخلافة آتية قريباً إن شاء الله
2004-07-10