كلمة الوعي : أيها المسلمون: لنصنع تاريخنا بناء على بشارات الرسول
2004/09/10م
المقالات, كلمات الأعداد
1,756 زيارة
كلمة الوعي : أيها المسلمون: لنصنع تاريخنا بناء على بشارات الرسول
نشرت مجلة «تايم ماغازين»، في 30/08/2004، حديثاً لجورج بوش قال فيه: «لست مؤرخاً، أنا الشخص الذي يصنع التاريخ». ورداً على سؤال بشأن حرب مكافحة الإرهاب، قال: «إنه كفاح إيديولوجي طويل المدى».
إنه تحت أي تعريف للإرهاب، فإن بوش يعتبر الإرهابي الأول في العالم. وهو عن طريق إرهابه للعالم، ومعتمداً على قوة عسكرية غير مسبوقة في التاريخ كما يقولون، يريد أن يصنع التاريخ. وقد تجمعت لدى هذا البوش عدة أسباب جعلته يختار الإسلام والمسلمين هدفاً لسياسة بلاده، منها وجود النفط الذي يشكل أخطر سلعة استراتيجية، من يتحكم بها يتحكم بسياسات واقتصادات دول العالم … ومنها وجود الإسلام الذي يملك إيديولوجيا ونظاماً صالحين يهددان ما عنده من إيديولوجيا ونظام فاسدين… ومنها عودة المسلمين إلى دينهم عودة تبشر بعودة الإسلام إلى واقع الحياة… ومنها أن بوش هذا تفتحت لديه ميول دينية، كان وراءها رجال دين يعرفون باسم المسيحيين الأصوليين، وهؤلاء يفسرون ما يعتبرونه حقائق الدين عندهم على أساس من نهاية التاريخ، ويلتقون مع اليهود في تفسيرهم هذا، وفي عدائهم للمسلمين… ومنها استغلال من يعرفون بالمحافظين الجدد، الذين يعودون بأغلبيتهم إلى أصول يهودية، لهذا التوجه لدى هذا البوش، والتأثير عليه باتجاه احتلال بلاد المسلمين، وتفتيتها من جديد على أسس عرقية، خدمة لأهداف (إسرائيل) أولاً.
من هذا المنطلق يريد بوش أن يصنع تاريخ المسلمين، ممارساً عليهم أبشع أنواع الإرهاب والإفساد في أفغانستان، وفي العراق، وفتح لليهود باب ارتكاب المجازر ضد المسلمين في فلسطين على مصراعيه، وسمح لهم أن يعيثوا في العراق فساداً، وقتلاً، واغتصاباً، واغتيالاً… لقد استحرّ القتل بالمسلمين من الأميركيين واليهود بغير حساب، حتى صار أهون ما يكون…
إنها حرب قذرة بكل معنى الكلمة، تخاض ضد المسلمين في كل مكان، والمسلمون فيها هم الطرف الأضعف، حيث لا يملكون دولةً، ولا جيوشاً، ولا إعلاماً، بل الأنظمة المفروضة عليهم، وجيوشها، وإعلامها، سيف مسلط على المسلمين بيد أميركا، تفتك بهم، وتلاحقهم، وتؤذيهم، لحساب أميركا… إنها حرب تستعمل فيها أميركا القوة المفرطة، لاستعمار المنطقة، ونهب خيراتها… وتتفنن فيها باستعمال كل ما لديها من أساليب المكر والخداع وقلب الحقائق، كي تشوه صورة الإسلام، وتمتلك المبرر لقتل المسلمين، وغزو ديارهم. وتستخدم من أجل ذلك جيشاً من المرتزقة يقوم أفراده بالأعمال القذرة، وينفذون مهمات سرية خاصة، ويتحركون كمدنيين. وهؤلاء يشاركون في عمليات الاختطاف، وتشويه صورة المقاومة، وهؤلاء فيهم الأميركي، والبريطاني، وفيهم من يطيل اللحية، ويتحدث بالعربية، ويحمل مسبحة… وقد أقر بوجودهم وزير الدفاع الأميركي رامسفيلد في رسالة وجَّهها في 4/5/2004 إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي. وهؤلاء أمن لهم بريمر الحماية والحصانة المطلقة التي تحميهم من أي مساءلة بـ«الأمر رقم 17» الذي أصدره في حزيران 2003 ثم جدد لهم تلك الحصانة في 28/6/2004 ولأجل غير مسمى وذلك ضمن المائة أمر التي ألزمت بها أميركا الحكومة العراقية المؤقتة… لقد وصل الغرب، وعلى رأسه أميركا، إلى درجة متقدمة جداً من المكر، والخداع، وقلب الحقائق، حتى إن أحداث 11/9 وقعت، وفي رأس العالم، وليس المسلمين فقط، ألف شك وشك أن أميركا وراءها… هكذا يريد بوش أن يصنع تاريخ المسلمين…
إن التاريخ يصنعه القوي، فإن كان على باطل، كما هو الحال مع بوش، فإنه تاريخ ولا شك أسود، كما كان الحال مع أسلافه من أمثال نيرون وهتلر… وإن كان على حق، كما كان الحال مع المسلمين سابقاً، فإنه ولا شك تاريخ مشرق…
إن حرب أميركا على الإسلام والمسلمين هي حرب حضارات، ولا تقتصر على الجانب العسكري فقط، فهناك الجانب الإيديولوجي، وهو الأهم، وتريد أميركا أن تفرضه على المسلمين تحت شعار الإصلاح، وتطوير مناهج التعليم، وتطوير الخطاب الديني، وعن طريق الغزو الإعلامي الذي يروج لطريقة حياتها الفاسدة، وعن طريق فرض أنظمتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تحت مسمى القضاء على أسباب الإرهاب… لذلك هي تحتاج إلى وقت طويل. وهذا ما عناه بوش بقوله: «إنه كفاح إيديولوجي طويل المدى».
إن أميركا هذه، مع بوش أو غيره، ستعمل على فرض الجانب الإيديولوجي بالقوة؛ لأنها مفلسة، وخالية من القيم الروحية، والخلقية، والإنسانية، ويتحكم فيها الجشع، والطمع، ونهب ثروات الآخرين… لذلك لا يتوقع منها إلا الشر، والتجزئة، والاستعمار، وفرض الأنظمة الموالية لها، كما يحدث الآن في العراق، وكما هو مرشح أن يحدث في غيره… كل ذلك تحت مسمى الإصلاح.
لذلك، تناولت مبادرة باول للإصلاح الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية. وفي نفس السياق اقترح وزير خارجية إسبانيا موراتينوس، في 6/9/2004، «تحالفاً استراتيجياً» مع العالم العربي والإسلامي لمكافحة الإرهاب يحمل أبعاداً «اجتماعية وثقافية واقتصادية»… إنها هجمة تتنافس فيها أميركا وأوربا على استعمار المسلمين وضربهم في دينهم.
أيها المسلمون:
إن أميركا استطاعت أن تقتل وتدمر ولكنها لم تستطع أن تنتصر، ولم تستطع أن تقهر المسلمين في العراق، ولا أن ترغمهم على القبول بوجودها على أرضهم. وهي تتكبد الخسائر البشرية والمادية، والتي لو كشفت لكانت كفيلة بإسقاط بوش. هذا في الجانب العسكري… أما الجانب الفكري فإنها مفلسة، وأصبحت مكشوفة، لذلك لن تستطيع أن تصنع لنا التاريخ الذي تريده، بل نسأل الله أن يجعل فيما يحدث الخير والفرج للمسلمين، فتسفر عن وجود خلافة إسلامية، يقودها خليفة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ويتحقق من خلالها نبوءة الرسول من إقامة خلافة راشدة، ومن بلوغ الإسلام المشرق والمغرب، ومن القضاء على اليهود، فيكون تاريخاً نصنعه، وعلى بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا تاريخاً تصنعه أميركا على دعاوى باطلة وكاذبة وخاطئة…
إنه لا خلاص لنا إلا بالإسلام، وبخلافة إسلامية تحكم بالقرآن، وتقيم العدل في العالم، وما أجمل قول القائل من المسلمين: «ألا إن القرآن والسلطان توأمان. فالقرآن أس، والسلطان حارس. فما لا أس له فمهدوم. وما لا حارس له فضائع». اللهم إنا نسألك خلافة راشدة على منهاج النبوة، تعزُّ بها الإسلام وأهله, وتذل بها الكفر وأهله، اللهم آمين
2004-09-10