استعمار أميركا للعراق وأفغانستان!
2004/10/10م
المقالات
1,601 زيارة
استعمار أميركا للعراق وأفغانستان!
من قال إن عهد الاستعمار ولى وانقضى؟ فالإستعمار لم ينته، ولا يزال ينتشر في العالم الإسلامي، من أفغانستان إلى العراق بأشكال شتى، والذي قد تغير فقط هو الوجوه. فها هي الامبراطورية الأميركية أصبحت لا تغيب عن أملاكها الشمس بدل بريطانيا، والذي تغير تراجع نفوذ المستعمرين السابقين لمصلحة الإمبراطورية الأميركية، التي تحلم بنفوذ أسطوري يحكم العالم.
إن من الضروري تسمية الأشياء بأسمائها، وينبغي على أبناء الأمة الإسلامية أن ينظروا إلى أميركا بوصفها دولة مستعمرة طامعة في خيرات المنطقة، وأن يعيدوا لكلمة المستعمر بريقها، بل يرفقوا معها كلمات أخرى مثل: المستعمر العدو، أو المستعمر الكافر، أو الاستعمار البغيض، أو الاستعمار الجائر اللئيم. وينبغي نبذ كل عميل وجاسوس يتعامل مع هذا الاستعمار المعادي المجرم، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة 5]، فعميل الكفار الذي يقبل أن يتجسس على أمته لمصلحة الأعداء لا يختلف عن هؤلاء الأعداء، من حيث خطورة ما يقترفه من آثام بحق أمته، وبحق الإسلام.
لقد تنبهت أميركا المستعمرة إلى هذه المصطلحات، منذ نصف قرن مضى، حينما حاولت اقتلاع الاستعمار البريطاني، والحلول مكانه، فأوعزت إلى عملائها، في ذلك الوقت، بالعزف على وتر الاستعمار والرجعية، وكانت تقصد بالاستعمار حينها، الاستعمار البريطاني، أما الرجعية فهم الملوك والأمراء من عملاء بريطانيا الذين حاولت إبدالهم برؤساء جمهوريات. فرئيس الجمهورية في نظر أميركا هو شخص تقدمي، والملك لأنه بريطاني كان يوصف بالرجعية. ومن يستعرض بعض خطب «الرؤساء الثوريين جدا» في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، سوف يجد أن كلمة «الاستعمار» كانت تتردد عشرات المرات في الخطبة الواحدة، أو في التحليلات الإخبارية الإذاعية، ومن يرد المزيد فليرجع إلى أرشيف إذاعة صوت العرب، فسوف يجد كلمات مثل: «الاستعمار» و«أعوان الاستعمار» و«طرد الاستعمار» و«على الاستعمار أن يحمل عصاه ويرحل» وغيرها من شعارات أميركية براقة، كان هدفها طرد بريطانيا والحلول مكانها. والآن ينبغي على الأمة أن تعمل بإخلاص لإقامة خلافتها الكفيلة بطرد الاستعمار الأميركي بوجهه القبيح، وإراحة الأمة من شروره وعملائه
2004-10-10