مرشد الإخوان والموقف المضاد من المرشح الإسلامي لرئاسة مصر
أثارت تصريحات الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، زوبعة من الانتقادات بخصوص موقف الجماعة وحزبها «الحرية والعدالة» الرافض لتأييد أي مرشح إسلامي لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر. وقد نقل الصحفي المصري المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية علي عبد العال بعض أهم الردود الواردة في هذا السياق نلخصها فيما يلي:
-
تشير تصريحات المرشد العام إلى اعتماد الحسابات الخارجية في قرار تأييد مرشح دون آخر! ما يعيد إلى الذاكرة تصريحات مشابهة للدكتور مصطفى الفقي فى عهد المخلوع مبارك “بأن رئيس مصر القادم لابد وأن يأتى بموافقة أميركا وعدم اعتراض (إسرائيل)، فهما من يفتحا الأبواب أو يغلقانها أمام المرشحين لهذا المنصب”. وفي هذا الموقف من المرشد إهدار لقيمة الثورة التي حصلت وكأن الأمر ما زال على حاله.
-
إن الشارع الإسلامى في مصر يتطلع إلى عالم في أمور الدين والدنيا يطبق الشرع ويعرف الحلال من الحرام ليتبوأ أعلى منصب فى الدولة، سيما أن القطاع العريض من الجماهير المسلمة ترى أنه لم يعد ثمة عوائق تحول بينهم وبين ما عاشوا يحلمون به طويلا وأن القدرة على الإتيان برئيس مسلم مخلص باتت – بفضل الله- متوفرة بغض النظر عن حسابات هذا الطرف أو ذاك.
-
أسست مجموعة من شباب الإخوان المسلمين صفحة على “فيس بوك” تحت عنوان “أنا إخوان وهانتخب مرشح إسلامى”. قالت الصفحة إنهم يرفضون تصريحات المرشد، ويخالفونه الرأى، رغم أنهم يحبونه” ولكن الحق أحب ألينا من أنفسنا”. واستشهدوا بكلمات لمؤسس الجماعة الإمام حسن البنا “قد يقال إن الجهر بالعودة إلى نظام الإسلام مما يخيف الدول الأجنبية والأمم الغربية، فتتألب علينا وتتجمع ضدنا، ولا طاقة لنا بها، ولا قدرة لنا عليها. وهذا منتهى الوهن، وغاية الفساد فى التقدير وقصر النظر”.
-
كتب الداعية السلفي الشيخ أحمد السيسي مقاربة تاريخية، تحت عنوان “رئيس توافقي أو رئيس إسلامي” قال فيها “فى مثل هذه الظروف اتفقت كلمة الأطياف المصرية المختلفة على اختيار حاكم توافقي لمصر فكان “محمد علي باشا” وأعطاهم الرجل العهود والمواثيق على ألا يقطع أمراً دون الرجوع إلى ممثلى الشعب، وحين استتب له الأمر بدأ بالعلماء فعزل الشيخ عبد الله الشرقاوى، شيخ الأزهر، ونفى الشيخ عمر مكرم إلى دمياط ، وحين خلا له الجو التفت بعد ذلك إلى قوى الثورة المتمثلة فى المماليك، فدبر لهم مذبحة خسيسة عرفت باسم مذبحة القلعة، أباد فيها خضراءهم وتعقب ابنه إبراهيم باشا بقية فلول المعارضة تقتيلاً وتشريدًا، حتى فر الباقون إلى بلاد السودان، وخلا الجو للرئيس التوافقي وسلّم مصر إلى المشروع العلماني الغربي”.