أميركا وفرنسا والانتخابات اللبنانية
2005/07/07م
المقالات
1,601 زيارة
أميركا وفرنسا والانتخابات اللبنانية
l بعد أن انتهت الجولة الأخيرة من الانتخابات في لبنان، هنأ السفير الأميركي لدى لبنان الشعب اللبناني وحكومته على نتائج الانتخابات. وفي فرنسا عبّر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية (جان باتيست ماتيتي) عن ارتياح بلاده لانتهاء الانتخابات التشريعية في لبنان، وهنأ الشعب اللبناني على موقفه المسؤول وتعلقه بالديمقراطية.
l في لبنان صرح رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص قائلاً: إن «هذه النتيجة الانتخابية فرضتها أميركا وفرنسا عندما أصرّتا على موعد الانتخاب بأي ثمن، فكان من شأن ذلك فرض قانون عام 2000 للانتخاب كأمر واقع» وسأل: «إذا لم يكن هذا تدخلاً دولياً سافراً في شؤون لبنان الداخلية، فماذا يكون؟».
l أما رئيس مجلس النواب (نبيه بري) فقد سبق أن قال قبل الانتخابات بأن القرار تم بتدخل وضغوط فرنسية – أميركية. وعندما تشكلت الحكومة التي أشرفت على الانتخابات، قيل إنها تشكلت في باريس بالتوافق مع السعودية وأميركا، وتحدثت عشرات الصحف ووسائل الإعلام عن ذلك بإسهاب في الشهرين الماضيين.
l هل هذه هي الديمقراطية الأميركية التي تسعى لتعميمها في العالم الإسلامي تحت مسميات عديدة؟! وهل ما حصل في لبنان، والعراق، وفلسطين، هو نموذج يجب أن يُحتذى من قبل رجالات أميركا أو عملائها؟!
l لقد تصرفت أميركا في العراق انتخابياً على الطريقة العسكرية التي احتلت بها العراق، ولم تستمع لأصوات المطالبين بتأجيلها، وحينما قاطع شطر هام من أهل العراق تلك الانتخابات الأميركية تجاهلوه تماماً، وكأن لسان حالهم يقول: «عليك أن تصعد إلى القطار الأميركي، وإلا لن يحسب لك حساب، ونفترض أنك غير موجود، وبهذا تكون قد جنيت على نفسك وعلى بني قومك بيديك، لقد أعطيناك فرصة فرفضتها؛ ولذلك أسقطناك من حساباتنا» هذه هي ديمقراطية العنجهية والصَّلَف الأميركي، والغرور المتواصل الذي لا يوقفه سوى انتفاض أهل المنطقة على المحتلين والمستعمرين الجدد والقدامى، وقبل ذلك على الحكام العملاء الذين يمكنون لهم .
2005-07-07