معـلومـات عـامة عن مدينة أنديجان ووادي فرغانة
لقد كان للمذبحة التي ارتكبها الجزار إسلام كريموف، حاكم أوبكستان أخزاه الله في الدنيا والآخرة، بحق مسلمي أنديجان، أثره البالغ على نفوس المسلمين في كل مكان. وورد التساؤل عن هذه المنطقة الحية بإسلامها. والتساؤل عن هذا الحاكم الجزار الذي لطخ بالعار واللعنة سمعته، وكشف السكوت عن زيف شعار من يسمى بالمنظمات الإنسانية التي تتلطى وراءها الأنظمة الرأسمالية المتوحشة؛ لتستر بها عيوبها، وتغطي بها سوءاتها… فما هي هذه المنطقة؟ ولماذا هذا الحقد اللئيم والتآمر الخبيث عليها من روسيا وحاكم أوزبكستان الجزار كريموف؟
=====================================================================
مدينة أنديجان ووادي فرغانة
تعتبر مدينة أنديجان الأوزبكية العاصمة الإدارية لوادي فرغانة الذي قسمه الزعيم السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين عام 1925م بين أوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزيا.
وعرف الوادي الممتد على مسافة 300 كم طولاً و150 كم عرضاً في العهد السوفياتي كقلب زراعي للدولة، وواحة شديدة الخصوبة، ليس فيها مساحة خالية من حقول القطن وأشجار الفاكهة المثمرة، لاسيما المشمش والتفاح والرمان التي يشتهر بها الوادي في أنحاء آسيا الوسطى.
وبسبب خصوبته الزراعية احتل الوادي المرتبة الأولى في المنطقة من حيث ارتفاع معدل الكثافة السكانية، إذ يعيش فيه اليوم نحو عشرة ملايين إنسان، نصفهم من القيرغيز، وثلثهم من الأوزبك، والبقية من الطاجيك.
ورغم هذا التنوع العرقي عاش سكان وادي فرغانة فيه لقرون خلت ككتلة سكانية متجانسة، وأ ظهروا تضامنهم انطلاقاً من الرابطة التي أوجدها بينهم الإسلام.
ويقول محللون إنه وبعد نجاح ثورة 1917م الشيوعية وقيام الاتحاد السوفياتي السابق، مثلت وحدة الوادي مصدر خطر للحكام الشيوعيين الجدد، فعمدوا إلى تقسيمه بصورة هزلية بين الدول الثلاث عام 1924م، بهدف تأجيج النـزاعات العرقية بين السكان بصورة مستمرة.
خطايا التقسيم
وتسبب هذا التقسيم بالفعل في إحداث عدد من الاضطرابات العرقية العنيفة بين سكان الوادي خلال العهد السوفياتي التي كانت آخرها تلك التي وقعت في مدينة أوش القرغيزية عام 1990م وراح ضحيتها 100 شخص من القرغيز والأوزبك.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي واستقلال جمهوريات آسيا الوسطى المسلمة، نظرت أنظمة هذه الدول إلى وادي فرغانة، خاصة مناطق القبائل الأوزبكية الغنية بالنفط كخطر أمني يتهددها.
وفي الفترة التالية للاستقلال، لم يحصل وادي فرغانة على حقه من التطور الذي اقتصر على المراكز الرئيسية في دوله الثلاث، كما أدت سياسة التصنيع التي طبقتها حكومات طشقند ودوشنبه وبشكيك في الوادي إلى حدوث تراجع حاد في إنتاجه الزراعي، وانتشار الفقر والبطالة بين سكانه.
وإلى جانب أنديجان، تعد مدينة نامانجان الواقعة أيضاً في الجزء الأوزبكي من وادي فرغانة أكبر مدينة في الوادي من حيث المساحة، ويسكنها نحو 400 ألف نسمة، وتقع على بعد 200 كلم من العاصمة الأوزبكية طشقند.
معقل إسلامي
وإلى جانب شهرته كمنطقة زراعية شديدة الخصوبة، يشتهر وادي فرغانة بانتشار المشاعر الإسلامية بقوة بين سكان مناطقه الثلاث، الفخورين بعدم أكلهم للحم الخنـزير طوال العهد السوفياتي الشيوعي.
ويعرف سكان الجزء الأوزبكي من الوادي بأنهم الأكثر التزاماً بالإسلام في آسيا الوسطى، ويبدو هذا في سفر أكبر عدد من الناس سنوياً للحج من هذا الجزء، الذي ينتشر الحجاب بين نسائه أكثر من أي مكان في المنطقة.
وأسهمت الصحوة الدينية المنتشرة بين سكان وادي فرغانة، منذ زوال الاتحاد السوفياتي، في ازدهار المنظمات الإسلامية مثل حزب التحرير الإسلامي والحركة الإسلامية الأوزبكية.
المصدر: الجزيرة (بتصرف)
أبو حمزة – القدس