نشاط محموم للقوات البريطانية الخاصة في منطقة الشرق الأوسط
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أنه تم نشر القوات الخاصة البريطانية “SAS” في ليبيا منذ مطلع العام 2016م، وذلك بحسب ما ورد في حديث خاص للعاهل الأردني الملك عبد الله مع زعماء الكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية. وذكرت الصحيفة أن مذكرة مسربة بخصوص لقاء الملك تشير إلى أن قوات خاصة أردنية تساند القوات البريطانية في مهماتها في ليبيا. كما أفاد الملك أيضًا قيام بريطانيا بإنشاء كتيبة مؤللة في جنوب سوريا تحت إمرة قائد محلي تتشكل من مقاتلين من العشائر، وذلك لقتال جيش بشار الأسد. وقد عبر ملك الأردن عن قلق خاص بشأن حركة الشباب في الصومال معتبراً: «إن الأردن يهتم بموضوع تنظيم الشباب لأنه قضية هامة ولم يعبأ بها أحد في الواقع، وأنه ليس بالإمكان أن نفصل هذه القضية عن قضايا التطرف والإرهاب في المنطقة، وأن ثمة حاجة إلى التأمل في هذه النقطة الساخنة على الخارطة». مضيفًا: «لدينا قوة انتشار سريع، ستقف مع البريطانيين ومع كينيا، وهي على أهبة الاستعداد لعبور الحدود باتجاه الصومال».
من جهته، أعرب كريس بلانت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني لصحيفة الغارديان عن قلقه، من أن البرلمان لا يعلم شيئًا عن المشاركة البريطانية داخل ليبيا، مشيرًا في الوقت ذاته: «أن الملك عبد الله يُعطى مستوى من الاستبصار لا نحصل عليه من حكوماتنا. ولكم قام في الماضي بإعطاء شروح وبيانات للبرلمانيين في لقاءات خاصة خلف الأبواب المغلقة». مضيفًا «حينما أخبرنا وزير الخارجية سابقًا عن الطلعات الجوية لسلاح الجو الملكي البريطاني فوق ليبيا كانت تلك بكل وضوح مهمات لمساندة عمليات قامت بها القوات البريطانية الخاصة. ولكن حينما طلبنا المزيد من التفاصيل قيل لنا بأن الحكومة لا تعلق على عمليات القوات الخاصة».
وتقول الغارديان إن ما يثير الاستغراب، بل والاستهجان، في داخل بريطانيا هو تأكيد العاهل الأردني بأن القوات الخاصة البريطانية تعمل جنبًا إلى جنب مع قواته في شمال أفريقيا فيما لا نكاد نحن نعلم الكثير عما يجري هناك منبهاً: لقد أضحت قضية الرقابة على عمليات القوات الخاصة البريطانية مسألة تثير الجدل داخل البرلمان البريطاني، لا سيما أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد رفض طلبًا من آنغاس روبيرتسون، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب القومي الأسكتلندي، بإخضاع القوات الخاصة البريطانية للرقابة البرلمانية، معتبرًا «إنها تخضع للقانون الدولي مثلها مثل أي شخص آخر في بلادنا، ولكني لا أقترح تغيير الترتيبات التي يعمل بموجبها هؤلاء الرجال الشجعان».
الوعي: اللافت منذ اندلاع موجة ما يسمى بالربيع العربي وجود تحركات عسكرية وأمنية واسعة لبريطانيا في المنطقة، حيث تتحدث التقارير عن قتال القوات البريطانية الخاصة إلى جانب القوات التونسية ضد ما يسمى المجموعات «الإرهابية المتطرفة» في بنقردان وغيرها، كما لوحظت أنشطتها الأمنية والعسكرية في ليبيا وكينيا والعراق ولبنان وسوريا، فضلًا عن عملياتها الجوية في المنطقة، التي تعتبر قاعدتها العسكرية في قبرص نقطة الارتكاز الأساسية في تحركاتها، فضلًا عما تقوم به الأنظمة التابعة لها كالأردن ودول الخليج عمومًا من توفير كل ما يؤمن لها مصالحها عسكريًا وماليًا وإعلاميًا.