بســم اللــه الرحمــن الرحيــم.
«صـرخــةٌ مـن الأقـصى»
أنفال التحريرية-الأرض المباركة فلسطين
[هذه كلمة ألقيت في ندوة نسائية في إحدى مساجد فلسطين نصرةً للأقصى]
الحمدُ للهِ ذي العِزَّةِ والجبروت، مُهلِكِ فِرعونَ والنمرودِ وجالوت، عَزَّ ثناؤُهُ، وتَقَدَّست أسماؤُهُ، وعدُهُ عِبادَهُ المؤمنينَ تطهيرَ المسجِدِ الأقصى من دَنَسِ يهودٍ وحْيٌ محفوظ: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)، ثُم الصلاةُ والسلامُ على نَبيِّ المسرى وقد قال، «لا تَقومُ الساعةُ حتى تُقاتِلوا يهود؛ فَلَتَقْتُلَنَّهُم حتى يقولَ الشجرُ والحجرُ وراءهُ اليهوديُّ: يا مسلم، يا عبدَ الله، ورائي يهوديٌّ تعالَ فاقتُلْهُ، إلا الغرقدَ فإنه من شجرِ اليهود»
من هذا المكان الذي لا يبعُدُ عنِ المسجِدِ الأقصى إلا فراسِخَ معدودات، صرخةٌ نُطلِقُها تَنبِضُ بِها قُلوبُنا قبلَ أَن تَلفِظَها ألسِنَتُنا، نُبرِقُها على عَجَلٍ إلى أُمةِ الإسلام عامة، وإلى أصحابِ الرُّتَبِ العسكريةِ، ومَن تَحتَهُم مِن الأَجنادِ خاصةً:
«أنا الأقصى الحزين… أنا الأقصى المُكَبَّلُ بِقُيودِ الذُّلِّ عنِ الشِّمالِ وعنِ اليمين… أنا المـُدَنَّسُ في الغُدُوِّ والآصالِ، تجوسُ باحاتي قُطعانُ المستوطنين… أما سمعتُم لِأنفاسي أَنين؟
«أيتُها الجُيوشُ، أيتُها الألويةُ، أيتها الكتائبُ، أيتُها الفِرَقُ العسكريةُ… يا أجنادَ الأُردُنّ، أحفادَ زيدٍ وجعفرٍ وابنِ رواحة، يا عساكرَ مصرَ الكنانةِ خيرَ الأجناد، أيتُها البنادقُ المتناحرةُ في أرضِ الشام، أيتُها القبائلُ المتناثرةُ في بلاد الرافدين، أيتُها الأرتالُ في جيش تركيا أحفادِ العثمانيين، يا جيش باكستانَ المـُدَجَّجَ بالنَّوويِّ والحديد… أنا الأقصى، اليومَ وأكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى، أصرخُ في وُجوهِكُم، أنا المعراجُ والمسرى، أبرأُ إلى اللهِ من فِعالِ يهود، وأعتِذُرُ إلى اللهِ من تقاعُسِكُم عن نُصرتي… عن تحريري… عن تلبيةِ تهليلي وتكبيري. أنا الأقصى شاهدٌ وشهيد، شَهِدتُ بالخيرِ للفاروقِ بنِ الخطابِ ولِجُيوشِهِ يومَ جاؤوني فاتِحين، وشهِدتُ لصلاحِ الدين وجُنودِهِ يومَ أَتوني مُلبِّينَ مُحررين، وشهدتُ لعبدِ الحميدِ يومَ أن حافظَ عَليَّ لم تُغرِهِ الملايين… واليومَ لا أعدمُ الخيرَ فيكم يا جُيوش المسلمين، فما عَقُمت أرحامُ أُمَّهاتِنا لِتُنجِبَ أمثالَ الأوَّلين، فمَن لي مِن بينِكُم بِفارسٍ ضِرغامٍ سيفُهُ صمصامٌ، يصيحُ في الكتائبِ الرابِضةِ في ثكناتِها، يوقِظُها من سُباتِها، يجمعُ فُرسانَ الكنانةِ، وأبدالَ الشامِ، وعصائبَ العراقِ، وكُماةَ العَجَم والبربر… تحتَ إمرةِ أميرِ حزبِ التحريرِ، العالمِ الجليلِ عطاءَ الخيرِ أبي ياسين، تُبايعُهُ خليفةً للمسلمين، فيأتيني على طَليعَتِها مُكبِّراً يَحُفُّهُ أربعُونَ ألفاً أو يَزِيدون، وقد لَبِسوا أكفانَهُم يتلونَ قولَ الله عَزَّ في عُلاه: ( وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ) وما هِيَ إلا أيامٌ قليلةٌ، فإذا بِسربالِ العزَّةِ يكسوني بعدَ حينٍ من الدهرِ كابدتُ فيهِ ذُلَّ اليهود، وذُلَّ البريطانيين والأميركان الذينَ أَتَوا باليهود، وذُلَّ الحُكامِ الذينَ حرسوا أمنَ يهود… ثم تُزهِرُ الأرضُ بعدلِ الإسلام، وتنزلُ الخلافةُ أرضي المـُقدسةَ تصديقاً لبُشرى خيرِ الأنام، وتتقاطرُ الطائراتُ من شرقٍ ومن غربٍ، وتتسابقُ البواخرُ من كُلِّ بحرٍ ومحيط، سياراتٌ وحافلاتٌ وقطارات، مطاراتٌ تَعُجُّ، وموانئُ تضُجُّ بالوافدين من عبادِ اللهِ المسلمين، صوبي أنا الأقصى بِرفقٍ يتدافعون، يبحثون عن أمير المؤمنين يريدون مُبايعتَهُ لِئلا يموتوا ميتةً جاهلية
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، يا تاريخُ دَوِّن ساعةً، ساعةَ العِزِّ أرمُقُها أنا الأقصى، فأينَ المـُـلَبِّي والمـُـعين؟ أينَ من أشهدُ لهُ كرةً أخرى كما شهدتُ من قبلُ للفاتحينَ والمـُـحررينَ والمـُـحافظين؟