هل الناس في الغرب سعداء؟
2023/09/07م
كلمات الأعداد
3,415 زيارة
ثائر سلامة، أبو مالك
أما فهم السعادة والطمأنينة فيُختلَف الناس في فهمها، وفيما يقيمها في الواقع، فربَّ فقيرٍ يظن سعادته في أن يغتني، ورب مريض يرى أن سعادته لا تتحقق إلا أن يشفى شفاءً تامًا، والمذاهب المادية ترى السعادة بإشباع الغرائز والحاجات العضوية بأقصى درجة، وبإطلاق الحريات وخصوصًا الحرية الشخصية، فهم يفهمون السعادة على أنها «المتعة» أو «النشوة» أو «الرفاهية»، الأمر الذي انعكس على صورة فوضى مجتمعية لا حد لها، انعكست على صورة تفشي مشاكل العنف، والأمراض، والتفكك الأسري، والمخدرات والجريمة، وامتلاء السجون بشكل غير مسبوق في التاريخ… إلخ، وأضحى امتلاك السلطة والشهرة والمال وتنميته بأي وسيلة غاية الغايات، الأمر الذي أفرز طبقة قادرة على التحكم بمقدرات الدول، وشعوبًا عاملة عندها بما يقيم أَوَدَهَا، فامتلك أقلُّ من خمسة بالمائة من السكان أكثر من تسعين بالمائة من الثروة، وامتلكوا كلَّ السلطة أيضًا، وتوزع الباقي على الباقي مصحوبًا بشظف العيش (ديونًا هائلة على الأفراد والأسر) ومشقة العمل، فكانت أسباب السعادة لديهم أسباب تعاسة حقيقية!
وكان التركيز على الإشباع المادي، والنشوة، والمتعة الآنية، والفخر بالإنجازات، والثقة بمستوى الرفاهية، مصحوبًا بإغفال أهمية القيمة الروحية وضرورة إشباعها، الأمر الذي أفضى لتصوّر منقوص عن الحياة، ومجافاة لأثر السعادة على النفس المتمثل بالطمأنينة والراحة النفسية، والسلام النفسي، والرشد العقلي، والإيجابية، والرضا عن الذات، والذي لا يتم إلا بالقناعة بصحة مرجعية السلوك، ووضوح الهدف من الحياة، ووجود المعنى الحقيقي الإيجابي الذي يعيش الإنسان لأجله، وبالقناعة بصحة الأفكار والمشاعر التي يمتلكها الإنسان، والتي يُسيِّر بها حياته، والتي توفِّر له القدرة الحقة على التعامل مع ضغوطات الحياة، بتفسيرها تفسيرًا صحيحًا يفضي للرضا والطمأنينة، وليست السعادة الحقة بالسعادة النسبية الآنيَّة المتقلبة، أو تلك الديناميكية المتغيرة، التي تنقلب إلى سلبية قاتلة تدمر رضا الإنسان عن ذاته، أو عن الظروف التي تكتنفه حين تقلبها.
إن الفصل الذي تم في الغرب بين الإنسان الذي امتلك رفاهية في العيش، وبين المفاهيم والمقاييس والقناعات التي سينبثق عنها النظام المسيّر للسلوك، فاهتمت بالأولى (الرفاهية)، وقطعت الحبل السُّرِّيَّ بين ذلك الإنسان وبين الثانية (أن تكون رفاهيته نتاج مفاهيم ومقاييس وقناعات صحيحة تسير السلوك)، إنما هو إحداث شرخٍ فكري بين السعادة، وبين الأساس الذي لا تنفصل عنه في الحياة، وهو امتلاك الإنسان لمفاهيم ومقاييس وقناعات صحيحة، تسيِّر السلوك، فالرفاهية لا تحقق الرضا عن الذات بالضرورة، ولا تحقق السلام الداخلي، ولا الطمأنينة، بينما الصلة بين المفاهيم والمقاييس وبين الرضا والطمأنينة والسلام الداخلي، وبين السعادة صلة دائمية، مهما تقلبت الظروف، والتي قد تتجلى في صورة رفاهية، أو فقر، أو صحة أو مرض، فرُبَّ فقيرٍ مطمئن سعيد راض، ورُبَّ غنيٍّ لا ينام الليل من حيرته وتقلبه!.
ولكننا نرى أن عصر الحضارة الغربية قد أتخم معجم الأطباء بأنواع لا تحصى من الأمراض النفسية كالإجهاد النفسي والقلق والاكتئاب والإحباط والانفصام والهستيريا والهلوسة وغيرها، كذلك فإنك تجد أغنياء مشهورين في قمة المجد ينتحرون لخواء الحياة في نظرهم، فالفخر بالإنجاز، والشهرة، والمال، والترف، والرفاهية ليست بضمانات حقيقية على تحقيق السعادة الدائمة، كيف لا، وقدرتها كلها على تحقيق السعادة الحقيقية مرتبط بوجود القناعة بصحة مرجعيات السلوك، وبوجود المفاهيم الصحيحة عن الحياة، فهذه وحدها الضمانة بأن لا تنقلب السعادة تعاسة حين يخبتُ وهجُ الشهرة، أو يقلُّ المال، أو تنقلب الرفاهية ضيقًا، فيحار المرء كيف يفسر ذلك كله، فإذا لم يجد في مفاهيمه ومقاييسه الفكرية مرجعيات صحيحة تجعل سعادته مستدامة، أو حين تنقلب رفاهيته «روتينًا قاتلًا»، فإنه أسرع ما يسير نحو هاوية الاكتئاب والقلق ويتحطم رضاه عن نفسه أو عن مجتمعه!
«إن الأهم من إشباع الغرائز والحاجات العضوية هو كيفية الإشباع (أي تنظيمه) لا الإشباع بحد ذاته، فالقضية ليست كم يأكل الناس، وماذا يلبسون، ولا كم يتملَّكون، بل القضية هي ماذا يأكلون، وكيف يكسبون ما يشترون به ما يأكلون، وكيف يتملَّكون، هل النظام الذي ينظِّم حياتهم الاقتصادية يجعل تملُّكهم هذا يمر عبر نظام ديون ربوية تضعهم تحت ثقل ديون باهظة يدفعها الآباء والأبناء طوال أعمارهم؟ نظام مصمم بعناية ليزيد الغني غنًى والفقير فقرًا؟
فالقضية ليست هل يعيش الناس أم لا يعيشون، بل القضية كيف يعيشون، وهل يطغى إشباعهم لغرائز وحاجات عضوية على حساب غيرها؟ أم هناك توازن في الإشباع يتمثل في نظام ضابط يحقق هذا التوازن؟ لأن عدم التوازن سيفضي حتمًا للاضطراب والحيرة والقلق، أي إلى الشقاء لا السعادة، هكذا يحكم بأنهم سعداء فعلًا أم سعادتهم موهومة، أو آنيَّة، مبنية على مقاييس خطأ».[1]
وهذا لا يعني أن الناس لا يعيشون لحظات حياتهم في مسرات وهناء، إذ يتمتعون بمناظر جميلة ونزهات لطيفة، ولكن المعنى أن توجد السعادة الحقيقية الناشئة عن التوازن في تنظيم حياة الإنسان، والطمأنينة الناشئة عن نمط العيش، وعن التفسير الصحيح لمعنى الحياة، إذ إن نقيض السعادة هو الشقاء، فالنظام الذي لا ينصف المجتمع سيجعل جُلَّه شقيًا وإن كانت لديهم لحظات مسرّات مؤقتة!
في برنامج على راديو السي بي سي الكندي، استضاف الفيلسوف لي ماكنتاير Lee McIntyre والذي كانت له تجربة فريدة، حيث نصب في محطةٍ لقطار الأنفاق في نيويورك طاولةً وضع عليها لوحة كتب عليها: اسأل الفيلسوف!
وبعد مضي بعض الوقت توقفت امرأة في عقدها السادس وعلى وجهها كل ملامح الجدية، وخلعت معطفها، والشال الذي يغطي رقبتها، وقالت في حزم: أنا امرأة في العقد السادس من عمري، متقاعدة عن العمل براتب مريح، لدي درجة علمية هي الماجستير، لا يوجد عندي أسرةٌ، فأنا مطلقةٌ، وقد نهضتُ مؤخرًا من سرير الشفاء بعد عمليةٍ خطيرةٍ بقيت ندوبُها في رقبتي، وأريد أن أعرف ماذا عليَّ أن أفعله باقي عمري؟ أريد سببًا أعيش لأجله!
ألا يذكرك سؤال هذه المرأة بحياتك أنت؟ هل تعرف سببًا تعيش لأجله؟ ماذا عليك أن تفعل باقي عمرك ليكون لعمرك ولحياتك معنًى حقيقيًّا؟ أوليس واقع الحال أن حيواتنا مغطاة «بطبقات رقيقة» ما أسهل أن تزول، لتنكشف حقيقةُ أننا غارقون في هذه الحياة دون هدف أو وعي أو طرح تساؤلات حقيقية، ننتظر أن نتقاعد كي نكتشف أن حياتنا العملية التي غطت غالبية الوقت، وأخذت شبابنا وزهرة أعمارنا، واندمجنا فيها بصناعة المسار المهني، والارتقاء الوظيفي، والرخاء الاقتصادي، والتسوُّق والرحلات وعطل نهاية الأسبوع، ومشاهدة آخر الأفلام ومتابعة البطولات الرياضية، أو حتى السعي لأجل التغلب على الضنك والمشقة، وتأمين لقمة العيش، ودفع الفواتير، كي نكتشف أن هذه كلها – مع المتعة المصاحبة لكل شيء فيها، أو العناء، ومع أهميتها في حياتنا – ليست السبب الحقيقي الذي ينبغي أن نعيش لأجله أو الذي وُجدنا في هذا الكون الذي تم تصميمه وتعييره تعييرًا دقيقًا منضبطًا محكمًا خارقًا لتوجد فيه الحياة ويكون مضيافًا لها، وليوجد فيه هذا المخلوق الذكي القادر على التساؤل والاستكشاف والفهم والإدراك.
فإذا ما ارتفعت تلك «الغلالات الرقيقة» وما عاد لها وَهَجُها الذي صاحبها في رحلة الشباب وبناء المستقبل والنظر بتفاؤل لمعيشةٍ مريحةٍ هانئةٍ، أَلَحَّ وقتها، وبِكُلِّ قُوَّةٍ ذلك السؤالُ الذي سألَتْهُ هذه المرأة: ماذا علي أن أفعله فيما تبقى لي من عمر! ما هو السبب الذي سأعيش من أجله! فتعود الذاكرة وقتها للوراء لتسأل: هل كنتُ أعيشُ للسببِ الذي كان عليَّ أن أعيشَ له فيما مضى من عمر؟ هل عشتُ حياتي بشكل صحيح؟
قد ينتظر المرء فيه وقتًا طويلًا ليكتشف أنه يعيش بلا هدف، وأنه مفرَّغ تمامًا من عناصر الوجود الإنساني، وأنه مصاب بخواء روحي، يركض حياته كلها بلا هدف، مشوبًا بالقلق والحيرة والتمزق النفسي، لا يعرف جوابًا على سؤال: ما معنى الحياة؟ على الرغم من أن هذا السؤال لصيق بالفكر الإنساني، وشرط أساسي لإدراك كينونة الإنسان، كي لا يقع في الخواء الفكري، والفراغ الأخلاقي، والشذوذ السلوكي!
فماذا عنك وأنت في رحلة كهذه في هذه الحياة الدنيا؟ ألا ترى أهمية الإجابة على نظائر هذه الأسئلة لتفسر لك سبب وجودك في الحياة، ومن أتى بك؟ وماذا بعدها؟ وماذا يراد منك؟ لماذا جئت إلى هذه الحياة؟
هل الحياة هي: المسار المهني؟ وأن تغرق في تفاصيله حتى تعيش لأجله، تنتظر نهاية الشهر لتحصل على الراتب، وتدفع الفواتير، وتستمر عجلة الحياة – نمط العيش – في روتينٍ صارخٍ كأنها متاهةٌ لا تستطيع الخروج منها – إلا لحيظات قليلة ثم تعود إلى تلك المتاهة مرغمًا أو راغبًا؟ فإذا ما ماتَ أحدُنا هذه الساعة، وهو في هذه المتاهة غير قادرٍ على الخروج منها، فهل يستطيع وضع الإصبع على المعنى الحقيقي لحياته؟ إن السؤال المركزي في الحياة ولا شك هو: ما هي الغاية من الحياة؟ لماذا أنت في هذا الوجود؟
إنما مثل الحياة؛ بمسارها المهني، وبمالها، وببنيانها، وبمتعها الحسية والمعنوية، ومثل الإنسان يحيا تلك الحياة، كالماء بالنسبة للسمكة، تسبح فيه، ولا تدرك أنه المحيط من حولها، فهي تعيش، إلا إنها لن تستطيع أن تبلغ أن تكون الحياة بالنسبة لها هي المحيط بعجائبه وبجماله الأخاذ، وبتوازنه وتنوعه واستعداداته لاستقبالها لتعيش في كنفه، فهي وإن كانت سمكةً شفافةً صغيرةً، إلا إنها قادرة على العيش على أعماق لا يستطيعها الإنسان بدون آلات قادرة على تحمل الضغوط الهائلة عليها، لكنها لم تدرك ذلك، واقتصرت «حياتها» على الانشغال عنه بإشباع جوعاتها، واتقاء أعدائها، فلم تحفل بتأمل ذلك الجمال الأخّاذ للمحيط، وتدبّر تهيئته – على ضخامته – ليكون حاضنة لها، وتهيئتها هي لتتمكن من العيش فيه، ولا بتدبُّر دورها في ذلك التوازن العظيم، لم تتأمل في صلتها بالوجود، وصلة الوجود بها؛ لتدرك الغاية من وجودها، والهدف والمعنى الذي يترتب على ذلك، وكذلك الإنسان الذي يعيش يومه كأمسه في تلك المتاهة، دون تأمل وتفكر وتدبر وإدراك!
وليس من طبع الحياة تمام نعيمها، فإنما يتقلب الإنسان من محنة إلى منحة، ومن نعيم إلى شقاء، ومن سعادة إلى كدر، بل فوق ذلك، قد يتطور الأمر بمن شقي وانكسرت روحه، وخوى قلبه، فيرتكس في حال من التعاسة والإجهاد النفسي، والقلق والاكتئاب، والإحباط؛ وبعض من وصلت بهم الحال لهذا، كانوا في قمة مجدهم، وعطائهم، وشهرتهم، وغناهم، إلا أن نفوسهم خلت من السعادة القائمة على الطمأنينة، والإيجابية، وعلى السلام الداخلي، والراحة النفسية، وعلى الإيمان، بدلًا من تلك السعادة الآنية القائمة على إشباع الغرائز والحاجات العضوية بأقصى درجة، وعلى إطلاق الحريات وخصوصًا الحرية الشخصية، تلك «السعادة» الآنية التي تتأسس على أنها «المتعة» أو «النشوة»، أو «الرفاهية» وتحقيق القيم المادية وحدها، فهذه سعادة لا تفضي إلى الطمأنينة، إذ إنها تغفل القيمة الروحية، وتغفل التوازن في إشباع الغرائز والحاجات العضوية بين تحقيق القيم الإنسانية والروحية والمادية والخلقية. فالسعادة الحقيقية، والطمأنينة ناشئة عن نمط العيش الذي يحقق التوازن في تنظيم حياة الإنسان، ناشئة عن تحقيق الإنسان لحياة فيها هدف، فيها «معنى» يعيش لأجله.
يقول عالم الأعصاب والمحلل النفسي النمساوي (فكتور فرنكل) (Vector Frankl): «لدى الكثير من الناس اليوم وسائل تمكنهم من العيش، غير أنهم يفتقدون معنى يعيشون لأجله[2]».
حين يطرح الذين اكتووا بنار الحضارة الغربية على أنفسهم هذا السؤال، وتكشف عنهم تلك الغلالات الرقيقة فإنهم حتمًا سيدركون وقتها أنهم ما عاشوا سعداء، وأن السعادة الحقيقية ليست تلك المسرات الآنية التي عايشوها من وقت لآخر!.
وإذا ما قسنا عمر الإنسان الفرد، ونظرنا إلى أيامه التي يقضيها في هذا الوجود، قياسًا إلى عمر الكون، وإلى الأبد، وجدناها لحظات قليلة، كلمحٍ بالبصرِ، مع أنه يحب الخلود، فلا بد إذن من صلة بينه وبين سر الوجود، تربطه به بوشائج قربى وعرى لا تنفصم، فكما أن لوجوده غاية ومعنى ينبغي وضع اليد عليها، فإنها ولا شك امتداد لغاية وجود الوجود نفسه، كيف لا، وقد شاهدنا بأم العين أنه تم ضبط الخصائص العامة لكوكب الأرض كي يستقبل الحياة، ضمن نظام دقيق من التوازن البيئي، وتم ضبط قوانين الطبيعة وقيم الثوابت والشروط الحدية للكون من أجل استقبال الحياة، لقد تهيَّأ الكون إذًا لاستقبال هذا الإنسان، وتمت تهيئة الإنسان نفسه بأجهزته وقدراته ليعيش هذه الحياة على هذا الكوكب، فلا بد إذًا من إدراك وشائج القربى والعرى بين غاية الوجود وغاية الإنسان، ولا ينسجم تصوّر أن تكون خطة الوجود الكبرى هذه من أجل لحظةٍ كلمحٍ بالبصرِ ثم يختفي الإنسانُ – العاقل المفكر – من مسرح الوجود، بل يقتضي التصوّر الصحيح أنه لا بد من حياة أخرى يبعث فيها ذلك الإنسان، تكون امتدادًا لتصوراته وأعماله واعتقاداته التي قام بها في حياته الدنيا.
هذا التصور المتكامل «هو وظيفة العقيدة الدينية الصحيحة، وذلك أثرها في النفس وفي الحياة … وما تملك عقيدةٌ أخرى غيرها أن تصل الكائن الفاني بقوة الأزل والأبد، وأن تمنح الفرد الضعيف ذلك العون والسند»[3]، وهي توفر للإنسان معينًا لا ينضب في مواجهة كدر العيش، ومحن الحياة، نابع من الإيمان الحقيقي النابع عن فكر عقدي صحيح مبني على الأدلة والبراهين، التي تملأ الجوانح إيمانًا ورضًا وتسليمًا، قائمٍ على صلة حقيقية بخالق الكون والإنسان والحياة، ومدبر أمرها، في ظل فهمٍ دقيق لتنظيم الحياة وفقًا لمسؤولياتٍ تقع على الإنسان فيها، في ضمن نظامٍ سَخَّرَ اللهُ فيه للإنسان ما يلزمه للقيام بتلك المسؤوليات على أتم وجه، تلك الصلة تجعل الإنسان ينظر دائمًا إلى كل صروف الدهر ومسرات الحياة ومُكدِّراتها، بإيجابية وأمل ورجاء، ومن امتلك ذلك الإيمان، واجه به كل مسبِّبات الاكتئاب والقلق والإحباط، فنفاها من حياته، وعاش بقلب سليم!
إنه الإسلام وحده من يملك هذا التصور الكامل، فهل يعي الغربيون ذلك ويتخلصون من إسار الفكر الغربي الفاني الآني الأناني ويعيشون رحابة الفكر الإسلامي وامتداد أثره إلى ما بعد الحياة؟.
[1] بتصرف، عن محاضرة للأستاذ أحمد القصص بعنوان: مفهوم السعادة في الإسلام، إصدارات رابطة الوعي الثقافية،بيروت.
[2]مشكلة الشر ووجود الله، د. سامي عامري ص 26
[3]السلام العالمي والإسلام، سيد قطب، ص 8
2023-09-07