أردوغان وحصاد عشرون عامًا في كرسي العلمانية..!
2022/09/12م
كلمات الأعداد
1,809 زيارة
رمزي راجح – اليمن
إن أردوغان هو اليوم حاكم تركيا، المؤيد من أمريكا، والذي يأخذ وضع خدمة سياستها في المنطقة وتأمين مصالحها، وفوق كل ذلك، هو أحد أحجار شطرنجها في لعبة إبعاد الإسلام عن الحكم فهو يعلن صراحة أنه يعتنق علمانية لا تعادي الإسلام، أي أنه في الحكم مثله مثل مصطفى كمال (هادم دولة الخلافة الإسلامية) وكل من جاء بعده من الحكام العلمانيين الذين حكموا بغير ما أنزل الله، والفارق بينه وبينهم أنهم كانوا يعادون الدين، بينما هو لا يعادي الدين. وبمعنى آخر هو يعتبر أن الدين هو مجرد شعائر تعبدية من صلاة وصوم وحج وزكاة… ولا يرى أنه يوجد حكم في الإسلام،؛ وعليه فهو يحكم بأحكام الكفر، ويحارب من يعمل لإقامة حكم الله مثله مثل غيره من حكام تركيا ومن حكام المسلمين؛ لأن ذلك ليس من الدين؛ لذلك على المسلم أن ينظر إلى أردوغان، حين يريد أن يُقيِّمه، بعينين لا بعين واحدة: عين يراه فيها يصلي ويصوم ويجود القرآن ويفتح المساجد… وعين يحكم فيها بغير ما أنزل الله، ويكون فيها بسياسته جنبًا إلى جنب مع أمريكا في مخططاتها الاستعمارية التضليلية في بلاد المسلمين، وفي حربها على الإسلام: في أفغانستان، وفي العراق، وفي ليبيا وفي سوريا، والتي يعلن اليوم بكل صلف وعدم مخافة من الله أنه يريد مد جسور مع نظام أسد والعمل على إيجاد صلح بينه وبين بقايا المسلمين المشردين الهائمين في كل واد، ناهيكم عن علاقته الوطيدة بـ (إسرائيل) استخباراتيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا وسياحيًّا، وناهيكم عن سياسته الاقتصادية القائمة على الربا.. ولنقلْ إن أوضح دليل يفضح أردوغان أنه لو كان على دين كما يريده الله ورسوله لكان أول من حاربه هم أعداء الله من يهود وأمريكا وأوروبا، بل هو يصانعهم وهم يصانعونه.
إن الإسلام والعلمانية خطَّان لا يمكن الجمع بينهما، فالإسلام يقوم على أساس عقيدة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والعلمانية تقوم على أساس عقيدة (فصل الدين عن الدولة). وأيما مُسلم (حاكمًا كان أو محكومًا) يجب أن يجعل عقيدة الإسلام أساسًا لتفكيره ومقياسًا لأعماله وتصرفاته، ولا خِيَرَة في ذلك؛ فالقضية إما حق أو باطل، والإسلام هو دين الله الحق وما دونه هو الباطل، قال تعالى: (وَمَا كَانَ ِلمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا ٣٦)
وللحفاظ على هذا المبدأ، شرع الإسلام محاسبة الحاكم والمحكوم، سواء بسواء، إذا ما قصَّروا أو بدَّلوا في تطبيق دين الله؛ إذ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد جاء في كتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم مطلقًا غير مقيد بطلب الإذن بالترخيص أو التخصيص، وقد كان المسلمون يحاسبون حكامهم في فترة حكم الخلفاء الأربعة وعهد الحكم الأموي والعباسي؛ ولكن شتَّان شتَّان بين أن تحاسب حاكمًا يحكم بالإسلام وبين أن تحاسب حاكمًا يحكم بالعلمانية، كما هو حال حكام البلاد الإسلامية في هذا العصر.
والحاصل، بعد هدم دولة الخلافة الإسلامية العثمانية عام 1924م، كان الاستعمار الأجنبي قد بسط نفوذه وأنظمته العلمانية في بلاد المسلمين، ثم أخذ يتفنَّن في صناعة العملاء والمأجورين من حكام الخيانة الذين أسهموا في تضليل المسلمين وإبعادهم عن دينهم بأساليبهم القذرة الماكرة باللعب على أوراق القومية أو الوطنية أو المدنية، وتارة يُشغلون المسلمين بما لا يُسمن ولا يُغني من جوع، وقد كان لكل حاكم من هؤلاء أساليبه ووسائله الماكرة في خداع المسلمين. وأخيرًا، وقد تجاوز المسلمون بوعيهم أوراق الديمقراطية القذرة والروابط المنحطة والنتنة، وأظهروا بأسهم في وجه الأنظمة الفاسدة؛ فلم يكن للاستعمار حيلة إلا أن يلقي بورقة ذات طابع إسلامي يرضى بديمقراطيته، وقد كان جديرًا بالمسلمين أن يكونوا على يقظة من أساليب عدُوِّهم وعملائة حذرًا من لدغاتهم التي تعيق طريق وصول الإسلام إلى الحكم.
وليس ما يدفع لاستعراض حقائق أردوغان الماكرة دون غيره من حكام الخيانة، ليس إلا ما يظهره أردوغان من خطابات وأعمال سياسية مزيفة؛ تدَّعي الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وما هو كما يَدَّعي إلا كذبًا وزورًا أوقع به نفسه في موضع المقت الذي حذَّر اللهُ مِنه في سورة الصف؛ حيث قال تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٣).
وما كان لأردوغان أن يستطيع، هو أو غيره، خداع فرد واحد من المسلمين لولا أن الجمود الفكري الذي كان قد أصاب المسلمين جرَّاء تعطيل الاجتهاد وإهمال اللغة العربية في فترة الحكم العباسي والعثماني، وهذان كانا من أهم عوامل التغشية الاستعمارية؛ وعليه فإنه من السهل على أردوغان أن يستخفَّ بأصحاب العقول القاصرة حينما يلتقط لنفسه صورة في مسجد أو يحمل مصحفًا أو يشجب ببيانٍ في شأن الأقصى أو يجعل من صوفيا مسجدًا كما كان من قبل؛ فإن هذه ليست إلا أعمالً يفعلها كل فرد مسلم بل وتفعلها عجائزنا؛ وقد كان جديرًا بالمسلمين، وهم يقرؤون أوائل آيات سورة الصف، أن ينظروا في حقيقة أردوغان بصفته حاكمًا في كرسي القرار والحكم، فينظرون في النظام الذي يحكم به أردوغان بلاد تركيا التي كانت عقر دار المسلمين في عهد الخلافة العثمانية أو ينظرون بوعي وإدراك إلى حقيقة أعماله السياسية، أين تتجه؟ وفي مصلحة مَن؟ ومع مَن يسير بجيشه، وإعلامه، وثقافته، وتجارته وأنظمته؟!، أو ينظرون في مواقفه الفاصلة في شأن قضية فلسطين المباركة أو سوريا أو ليبيا أو غيرها مما مضى أو مما هو آتٍ. وفي النهاية ليس للمتدبر إلا أن يدرك شخصية أردوغان الممقوتة، وقد آن للظالمين أن يلحقوا بفرعون وملائه، لا أن يُنصروا!
وفيما يلي، سنعرض مجرد لمحات في مجمل حصاد أردوغان لعشرين عامًا في كرسي العلمانية، وما أظنها تخفى على المؤمنين الذين يرجون الله واليوم الآخر، ولكنها ذكرى للذاكرين!
أولًا: أردوغان في كرسي العلمانية حفيدًا لمصطفى كمال ولكن برعاية أمريكية!
بعد الحرب العالمية الثانية، كان هناك ثمَّة عوامل اقتصادية وسياسية هيَّأت لأمريكا أن تصبح الدولة ذات الصدارة الأولى في قيادة العالم عام 1945م، على حساب صدارة الإنجليز. ولأهمية منطقة الشرق الأوسط جغرافيًّا وسياسيًّا حيث قضايا المسلمين، كانت أمريكا قد أرادت النفاذ بأطماعها إلى مركز الحكم في تركيا على حساب عملاء الإنجليز الذين امتدَّ نفوذهم فيها منذ هدم الدولة العثمانية على يد عميل الإنجليز اليهودي المجرم مصطفى كمال، وكما هو واضح لم تكن حيلة أمريكا في الوصول إلى حكم تركيا على حساب الإنجليز إلا أن تلعب خطة المكر على ورقة الإسلام الوسطي (المعتدل) الذي يتماشى مع مبدئها الديمقراطي القائم على فكرة الحل الوسط، وقد وقع عينها على اختيار أردوغان للعب هذا الدور؛ وذلك لأمور، أحدها: توظيف مشاعر المسلمين الأتراك التوَّاقة إلى الحكم الإسلامي في سبيل الوصول بعملائها لحكم تركيا، إضافة إلى ورقة الاقتصاد الذي استطاعت أمريكا توظيفها في الدعاية لتهيئة أردوغان حتى ترأس تركيا عام 2002م بعد لقاءات متكررة باشرتها أمريكا من قبل معه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى: تسهيل عملية التخابر على المسلمين والتضليل عليهم بوجود سمت إسلامي يكون في مركز الحكم، وقد بات هذا واضحًا في استقطاب أردوغان لقيادات الحركات الإسلامية المعتدلة وأبرزهم، قيادات الإخوان المسلمين، وهؤلاء أنَّى لَهُم أن يُقيموا الدِّين، وقد باتوا ضحية زعامة أردوغان الواهية، وقد أوهمهم هذا الزعيم العلماني بأمان المأوى على جبل العلمانية، فحال بينهم وبين العاملين المخلصين، قولًا وعملًا؛ لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة التي بشَّر رسول الله بقيامها على أنقاض هذا الحكم الجبري؛ حيث قال: «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة»!
ولا غرابة فيمن غلبت عليهم أفكارهم السطحية الوسطية الهجينة بأن تعمى أبصارهم عما وراء الجدار؛ ولو أنهم أعملوا عقولهم بفكر مستنير لتبيَّن لهم في حقيقة أردوغان، أن من يزرع العلمانية فلن يحصد إلا نجاستها وقذارتها؟! وشتان بين مكانة تركيا بالأمس؛ حيث كانت عقر دار الإسلام وعاصمة المسلمين في عهد الخلافة العثمانية، والتي نالت شرف الثناء النبوي بفتح القسطنطينية؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستفتح القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش جيشها». وبالمقابل لم يحكم أردوغان بلاد تركيا إلا بذات النظام العلماني الذي حكم به من قبله المجرم مصطفى كمال، ولئن كان مصطفى كمال قد منع الأذان في مساجد تركيا، فإن أردوغان قد صرَّح في لقاء صحفي بقانون يحمي فاحشة المثليين في بلاد تركيا، ثم إنه لا يكتفي بفساده بل يتجاوز الحد في تقديم النصح لغيره، «فقد نصح الدكتور محمد مرسي عندما تولى حكم مصر بأن يحكم بالعلمانية وأنَّها النظام المناسب في الحكم…» ، وقد أحسن أردوغان إذ أفصح عن نفسه في أكثر من مرَّة أنه علمانيٌّ ونظامه لن يكون إلا نظامًا علمانيًّا، وقد جعل من صورة المجرم مصطفى كمال في مكتبه رمزًا لشخصيته وطموحاته، فهو يرسل باقات ورود التعازي في كل عام على قبره تذكيرًا بتأسيس العلمانية في تركيا… وهكذا أثبت أردوغان لأكثر من مرة أنه ليس إلا حفيدًا لمصطفى كمال في علمانيته، وعميلًا للأمريكان في سياسته، وما يشعرون!
وقد جمع أردوغان بين الصدق والكذب، يقول إنه علماني، وفي الوقت ذاته يدَّعي الدفاع عن الإسلام، وقد آن لمن لا يتعظ بمواقفة الماكرة بأن يتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لايهتدون بهدايتي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولايردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون عليَّ حوضي».
ثانيًا: حصاد أردوغان في قضية فلسطين:
تعتبر قضية فلسطين من القضايا المصيرية في نظر المسلمين، فهي قضية أمة وليست قضية فلسطينية، ولقد طال أمد الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين المباركة، وحولها في بلاد المسلمين أكثر من دولة لا تسمن ولا تغني من جوع، بما فيها دولة أردوغان الذي ضجَّ الآذان بالتنديد والوعيد لليهود الغاصبين بخطابات رنانة، ولكنها أقوال تتناقض مع الأفعال. وللأسف يُعد جيش تركيا هو الجيش الخامس في العالم في الإعداد القتالي تقريبًا؛ ولكن في نظر الإسلام لا قيمة ولا وزن لدولة لم تطبق نظام الحكم في الإسلام، ولم تحمله دعوة إلى العالم بالدعوة والجهاد!
وأردوغان يسمع صرخات الثكالى في الأقصى الشريف تنادي (واإسلاماه) فيبادلهن بكلمات التعازي والشجب والندب، بينما إذا استقبل جوَّاله رنة واحدة من مؤسسة الحكم في أمريكا شدَّ الخُطى بالجيش التركي لتنفيذ أمر أسياده وسيداته، وعقد معهم الأحلاف لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم، تارة لقتال المخلصين بذريعة الإرهاب، وتارة لنهب ثرواتهم بذريعة إقرار الأمن والسلام.
بينما فلسطين المباركة لا تبعد عن أردوغان أكثر من غيرها، فهلَّا حرَّك أردوغان جيش تركيا لتحريرها كما يفعل في عفرين أو غيرها؟! لقد شاهت خطابات أردغان الكاذبة، فإنها بالشفتين التي تدَّعي نُصرة فلسطين، ثم، وبذات الشفتين ينادي بإقرار المشروع الأمريكي: حل الدولتين، ومن دون حرج يقولها، وما يقول بمثل هذه المقالة إلا كل خائن في ظاهِره، خبيث في سريرته.
وحسبك أيها القارئ في إدراك جذور خيانة أردوغان «أن يقف شمعون بيريز في 2007م أمام البرلمان التركي متحدثًا بالعبرية ويخاطبه بقوله: تركيا تشكل ترسيخًا للثقة، وأنا قد جئت للإعراب عن هذا التقدير لتركيا»
وحسبك أيها القارئ أن تدرك سخافة هذا الحاكم المأجور أن تسمع خطابًا له قال فيه: «نحن لسنا ضد دولة إسرائيل، إنما نحن ضد إسرائيل التي تقتل» (قناة الجزيرة مباشر) واعجباه، إنه لمن شر البلية ما ُيضحك، أن أردوغان يزعم، على حد قوله، إمكانية أن يكون هناك كيان لليهود يتَّسِم بالصلاح في أرض فلسطين أو غيرها. يقول هذا وكأنه لم يقرأ عن حقائق اليهود في كتاب الله! أو كأنه قد تناسى أن فلسطين بلد إسلامي يجب تطهيرها من أيادي اليهود الغاصبين، ثم إن الأشدَّ عَجَبًا لمن هو مضبوع بخطاباته وغير مدرك للصداقة الحميمة بينه وبين كيان يهود، وهما يعملان دائبين جنبًا إلى جنب في تبادل تجاري وتنسيق أمني وعلاقات دبلوماسية، وقد كان بهذا أردوغان أول المطبِّعيين وما يشعرون!… إن الحكم على أردوغان هو لله وحده، فاحذروا أن ترضَوا عمن يَسخط الله عليه، فإن فعلتم فإنها سخطة عليكم، فالمسلم لا يرضى إلا عمن يرضى الله عنه، فاجعلوا مقياس الرضى والقبول أو السخط والرفض هو ميزان الشرع.
ثالثًا: حصاد أردوغان في أعماله السياسية:
يعتبر أردوغان حليفًا استراتيجيًّا للأمريكان، وهذا أمر ظاهر للعيان من خلال أقواله وأفعاله، فأمريكا عندما أطلقت حملتها العسكرية في حرب العراق عام 2003م، كانت قد اتخذت قاعدة إنجرليك الموجودة في تركيا وسيلة أسهمت في تذليل العوائق لغزو العراق. وفي عام 2011م، لم يتردد أردوغان لحظة واحدة للحفاظ على عميلها بشار في سوريا باحتواء التيار الإسلامي الذي خرج ينادي بإقامة الدولة الإسلامية في وجه المجرم بشار الأسد، ثم تشتيته الجيش الحر المرتبط به في إطلاق عمليات كدرع الفرات التي مكَّنت بشار (النعجة) من السيطرة على حلب، وعملية غصن الزيتون التي مكَّنت نظام بشار من دخول الغوطة الشرقية، ويا ليت أمريكا تتوقف عند هذا الحد من تسخير أردوغان، فهو سيطلق مزيدًا من عملياته العسكرية طاعة لسيدته، والتي كان آخرها التدخل بشأن الصراع في ليبيا، أو الصراع الأرميني الأذربيجاني خدمة لأمريكا!
وقد كان جديرًا بأردوغان الذي ظهر أخيرًا متسولًا على أبواب بنوك قادة الخيانة والتطبيع في دولة الإمارات لإنقاذ تهاوي الليرة التركية، كان جديرًا بهذا المتسول أن يعرف قيمة نفسه عندما أقحم نفسه وجيشه في خدمة أمريكا في سوريا وليبيا وأذربيجان وغيرها، فلا هو حرَّر المسلمين في سوريا من طغيان بشار، ولا هو قد حررهم في ليبيا من بطش حفتر، ولا هو قادر على معالجة الاختلالات في الاقتصاد التركي؛ ولكنها حياة العبيد للأسياد… وهكذا على نظير أردوغان تسعى أمريكا في آخر أنفاسها لاستنساخ أمثاله وأشباهه في اليمن والسودان أو في سوريا ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا… وقد مكروا مكرًا، وعند الله مكرهم، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
إن الأمة الإسلامية على قاب قوسين أو أدنى من قيام دولة الخلافة الإسلامية الراشدة، وقد أنجبت حزبًا رائدًا لا يكذب أهله، وهو حزب التحرير الواعي على غايته، المبصر لطريقته، الهاضم لفكرته «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وإن غدًا بإذن الله لناظره قريب.
2022-09-12