صحابي جليل، قديم الإسلام ومن المهاجرين الأولين. أمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي صلى الله عليه وسلم. أسلم طليب في دار الأرقم وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرًا، واستشهد يوم اليرموك. وكان من مهاجرة الحبشة الثانية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين طليب بن عمير والمنذر بن عمرو الساعدي، وكان أول من أدمى مشركًا في الإسلام، فقد شتم عوف بن صبيرة السهمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ له طليب بن عمير لحى جمل فضربه به حتى سقط مزملاً بدمه فقيل لأمه: ألا ترين ما صنع ابنك؟ فقالت:
إن طليبًا نصر ابن خاله آساه في ذي ذَمَّةٍ وماله
وروى ابن عساكر، عن محمد بن إبراهيم التميمي، قال: أسلم طليب بن عمير في دار الأرقم، ثم خرج، فدخل على أمه أروى بنت عبد المطلب، فقال: تبعت محمدًا وأسلمت لله فقالت أمه: إن أحق من آزرت وعضدت ابن خالك. والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه وذببنا عنه، فقال: يا أمه، فما يمنعك أن تسلمي وتتبعيه؟ فقد أسلم أخوك حمزة؟ فقالت: أنظر ما تصنع أخواتي ثم أكون إحداهن. قال: فقلت إني أسألك بالله إلا أتيته، فسلمتِ عليه وصدّقتِهِ، وشهدت أن لا إله إلا الله، فقالت: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. ثم كانت تعضد النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها وتحض ابنها على نصرته، والقيام بأمره. وروى ابن عساكر أن أبا جهل عرض ومعه عدة من كفار قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فآذوه، فعمد طليب بن عمير إلى أبي جهل، فضربه ضربة شجَّه فأخذوه فأوثقوه، فقام دونه أبو لهب حتى خلَّاه. فقيل لأروى: ألا ترين ابنك طليبًا قد صيَّر نفسه غرضًا دون محمد؟ فقالت: خير أيامه يوم يذبُّ عن ابن خاله، وقد جاء بالحق من عند الله، فقالوا: ولقد اتَّبعتِ محمدًا؟ فقالت: نعم، فخرج بعضهم إلى أبي لهب فأخبره، فأقبل حتى دخل عليها، فقال: عجبًا لكِ ولاتّباعكِ محمدًا، وترككِ دين عبد المطلب. فقالت: قد كان ذلك، فقم دون ابن أخيك واعضده وامنعه؛ فإن يظهر أمره، فأنت الخيار أن تدخل معه، أو تكون على دينك، وإن يُصَبْ كنت قد أُعْذِرْتَ في ابن أخيك، فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة؟ جاء بدين مُحدَثٍ. قال: ثم انصرف أبو لهب. قال الزبير بن بكار: كان طُلَيب بن عُمَير رضي الله عنه من المهاجرين الأَولين، وشهد بدرًا، وقتل بأَجْنَادين شهيدًا سنة ثلاث عشرة، وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وليس له عقب.