قامت أمريكا باستدراج روسيا إلى المستنقع الأوكراني بالخديعة والاستفزاز والاستدراج لتشنَّ حربها على أوكرانيا، فاستُفِزَّ بوتين (الفتَّاك) وانخدع واستدرج وشن حربه عليها… وفرضت أمريكا على أوكرانيا الدخول في الحرب من حيث لا تريد، وفرضت عليها المقاومة ومنعتها من الاستسلام … وأعادت الخوف إلى دول أوروبا من جارتها روسيا ذات الأطماع، وأجبرت الاتحاد الأوروبي والناتو على السير معها وتبني موقفها بعدم التدخل عسكريًّا بشكل مباشر، وقاموا جميعًا بمد الأوكران بالسلاح الفتَّاك (صواريخ متطورة جدًا مضادة للطيران وللدبابات والدروع، طائرات مسيرة…) لتجعل من أوكرانيا شعبًا وجيشًا مقاومةً شعبيةً مفتوحةً ومقبرةً لروسيا ومن أجل استنزافها لسنوات طويلة من غير أن تعمل أي حساب لقتل الشعب الأوكراني وتشريدهم وتدمير البلاد. وقامت مع دول الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا من أجل إنهاكها اقتصاديًّا، وإرجاعها دولة وزنها كوزن أي دولة من دول أوروبا، ومحاصرتها ضمن حدودها، وبالتالي إبعادها عن التطلع عن منافستها في الموقف الدولي… وقد جعلت كل ذلك يجري بشكل فيه تحدٍّ، فرضت فيه على الجميع السير باتجاه واحد، وبشكل لا يسمح لأحد بالتفاوض ولا بالتراجع: لا لروسيا، ولا للاتحاد الأوروبي، ولا حتى لأوكرانيا… ووضعت السيناريوات المحتملة فيما إذا تم اعتقال أو اغتيال أو استسلام رئيس أوكرانيا ومن ذلك إيجاد حكومة منفى، أو إيجاد قيادة لمقاومة عسكرية أوكرانية من الخارج، وهي دعت زيلينسكي منذ بداية الغزو للخروج من البلد والمجيء إلى الولايات المتحدة لتسيطر على قراره، وأعلنت أنها تستعد لمرحلة ما بعد احتلال أوكرانيا، وما بعد زيلينسكي… هذا هو المسرح الذي تجري فيه لعبة الأمم الأمريكية… هذا الصراع السياسي ذو الوجه العسكري إنما هو إنها سياسية إجرامية مشهورة فيها أمريكا على مرِّ تاريخها. وإن هذه الحرب لتذكر بالحرب العالمية الثانية إن لم تكن امتدادًا لها من حيث إنها تقوم في قلب أوروبا بين دول شعوبها على الدين والمذهب نفسه.
الوعي: نعم، إن أمريكا هي اللاعب الأكبر في هذه الحرب، وإنها تعدُّ مثل ذلك للصين… وهذا هو طريقها لزعامة العالم… والأطراف الأخرى كروسيا والصين والاتحاد الأوروبي ليسوا مختلفين عنها في طريقة تفكيرها وإدارة سياساتها وسعيها لتحقيق مصالحها، وآخر همِّ الجميع النواحي الإنسانية ومعاناة الشعوب… هذه هي الحضارة الغربية ذات الوجه الكالح الذي لا يجر إلا المآسي والموت والدمار، والذي لا علاج له إلا بالتخلُّص منه، وإلا بأن يتقدم المسلمون هم إلى قيادة العالم بدينهم وبإقامة خلافتهم.