بسم الله الرحمن الرحيم
حدائق ذات بهجة
– لما حضر الموتُ الخليفةَ العادل الزاهد عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) قال لبنيه، وكان مسلمة بن عبدالملك حاضراً: يا بني، إني قد تركت لكم خيراً كثيراً، لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا رأوا لكم حقاً.
يا بني، إني قد خُيرت بين أمرين، إما أن تستغنوا وأدخل النار، أو تفتقروا وأدخل الجنة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي، قوموا عصمكم الله، قوموا رزقكم الله. قوموا عني، فإني أرى خلقاً ما يزدادون إلا كثرة، ما هم بجن ولا إنس. قال مسلمة: فقمنا وتركناه وتنحينا عنه فسمعنا قائلاً يقول: ]تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[ ثم خفتَ الصوتُ، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض مسجى!
– حينما حضر الخليفة المأمون أمير المؤمنين رحمه الله قال :أنزلوني من على السرير. فأنزلوه على الأرض، فوضع خده على التراب وقال يا من لا يزول ملكه، إرحم من قد زال ملكه.
– دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟! فقال الشافعي :أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولسوء عملي ملاقياً، ولكأس المنية شارباً، وعلى الله وارداً، ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها، أم إلى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول:
جعلت الرجا مني لعفوك سلمابعفوك ربي كان عفوك أعظماتجود وتعفو منة وتكرمافيكف وقد اغوى صفيك آدماتفيض لفرط الوجد أجفانه دماعلى نفسه من شدة الخوف مأتماوفي ما سواه في الورى كان أعجماوما كان فيها بالجهالة أجرماأخا السهد والنجوى إذا الليل أظلماكفى بك للراجين سؤلاً ومغنماولازلت مناناً علي ومنعماويستر أوزاري وما قد تقدما |
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبيتعاظمني ذنبي فلما قرنتهفما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزلفلولاك لم يصمد لابليس عابدفلله در العارف الندب أنهيقيم إذا ما الليل مد ظلامهفصيحاً إذا ما كان في ذكر بهويذكر أياماً مضت من شبابهفصار قرين الهم طول نهارهيقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتيألست الذي عديتني وهديتنيعسى من له الإحسان يغفر زلتي |