صــوت الخــلافة
بقلم فتحي محمد سليم
صوتُ الخلافة دوّى يملأ الأفقا صوتٌ تفتّح صدرُ المؤمنين له وامتدَّ في الخافقين العدلُ يتْبَعُهُ العدلُ والمجدُ قد لُزّا كأنهما ورفرفتْ رايةُ التوحيدِ ظلَّلها تحدو الكتائبُ في البيداءِ تاركةً تُطهِّر الأرضَ من رجسٍ ألمَّ بها رجسُ الأُلى كفروا والكيدُ يقتلُهم مصادرُ الشرِّ قد جفَّت منابعُها دانت لها الأرضُ من أطرافِ مشرقِها خلافةٌ بشَّر الهادي بمَقْدَمِها سَلِ الرشيدَ ببغدادٍ ومعتصِماً وكيف يأتي خراجُ الأرضِ مجتمعاً تلك الليالي وإن ولَّت فإنَّ لها تمضي الأمورُ بتدبيرٍ وحسنِ رؤى حسنُ السياسة في التنفيذ شاملةٌ يُصانُ عِرْضُ الغواني في مخادعِها فرعونُ موسى تمادى في تكبُّرِه وقد رأى الآيةَ الكبرى فكذَّبها وجاء فرعونُ أمريكا يضارعُه لقد غزا بلداً عزَّ الأنامُ به لو تبتغي سُلَّماً ترجو العُرُوجَ بهِ لا ينْجينَّك هذا طالما زحفتْ نشيدُها في الوغى التكبيرُ مرتفعاً أما ترى رِئَة الآبارِ قد مُلِئَتْ عدلٌ يعمُّ نواحيْ الأرضِ منبسِطاً تفجَّر المجدُ ثراً من أَبَاطِحِها وعمَّ أرجاءَ هذي الأرض صيِّبة كُفُّوا أياديَكمْ وانهُوا ولايتَكم واستأنفتْ زحفَها تبغي معاقلَكُم وتنقص الأرضُ وانداحَتْ جوانبُها ويبلغ الدينُ شأواً والمدى معهُ ليظهرَ اللهُ حقاً دينَه ونرى إن الخلافةَ لو غابَتْ إلى أجلٍ وتصبحون بشرٍ لا مثيلَ له كما وينقُلها بُشرًى مُطْمَئِنَّةً وأبلغوا شعب أمريكا بأنهم قد جئتَ تنتطحُ الصخرَ الذي وَهَنَتْ وفي انتظارك يومٌ لا مناصَ له واليومَ عادت على مِنْهاجِ سنته دارُ الخلافة فوقَ الأرضِ جنتُها ملاذُ كلِّ ضعيفٍ خائفٍ وَلِهٍ لا ظلمَ لا فقرَ لا خوفٌ ولا فَزَعٌ عبر القرون سقاها وابلٌ هَطِلٌ لما ولدْتُ كأني كي أشيعَها واليومَ لمّا أَمُتْ إلاّ عملْتُ لها فالحمد لله في الضراء موئِلُنا |
كالشمسِ تسطَع في عليائِها أَلَقَا وازداد من فرحة الإعلان أَنْ خَفَقَا خيرٌ عميمٌ ونورٌ يمحَقُ الغَسَقَا جوادُ نصرٍ وخيرٍ ثمةَ استبقا فوق الروابي جناحُ النصرِ مصطفِقَا وراءَها معقِلَ العدوانِ محترِقَا ويسحَقَ الظلمَ فيها أينما عَلِقَا لما رأَوا بأسَنا قد أثقلوا رَهَقَا ذابتْ دوائرُها واضَّيَّقَتْ حَلَقَا وفي المغاربِ منها استشرقت شَفَقَا منهاجُ عدلٍ وتمكينٌ وقد صَدَقَا ما شأنُ نكفورَ ذا العبد الذي أَبِقَا في البرِ محمولةً في البحر ما وَسَقَا يوماً به يتعالى البدرُ مُتَّسِقَا ولا تسيرُ جزافاً كيفما اتفقَا ترعى المصالحَ عدلاً قائماً وتُقَى ويرتشفْنَ رحيقاً سَلْسَلاً غَدَقَا لما رأى الماءَ كالأطوادِ منغلِقَا وظنَّها السحرَ لاقى حَتْفَهُ غَرَقَا ومدَّ أصبعَه في النار فاحترقا دهراً طويلاً ومنه الخيرُ قد دَفَقَا إلى السماءِ وإنْ في أرضها نَفَقَا حجافلٌ نسجتْ أدْراعَها حَلَقَا اللهُ أكبرُ هذا الوعدُ قد صَدَقَا مجداً وعزاً وهذا عطرُها عَبَقَا غصونُها يانعاتٌ فرعُها بَسَقَا من أرض مكةَ ينبوعُ الهدى انبَثَقَا وحطَّ أثقالنا وانداحَ مخترقَا عنا بتاتاً وإلا قُطِّعَتْ مِزَقَا جيوشُنا تُكْمِلُ الفتحَ الذي سَبَقَا على اتساعٍ إلى أن سدَّت الأُفُقَا في الأرضِ ما زُويَتْ أطرافُها طَبَقَا خليفةً راشداً أَكْرِمْ به خَلَفَا فذلكُمْ طارقُ الظلماءِ قَد طَرَقَا يسعى النعيُّ إلى أهليكُمُ غَسَقَا لمن تفانَوا وكانوا في الوغى صُدُقَا قد استراحوا من (الجرو) الذي نَفَقَا له القُوَىْ وترى قرنَيْكَ قد سُحِقَا تخرُّ فيه على أعتابِنا صَعِقَا أَلصادقُ الوعد أَلمصدوقُ ما نَطَقَا فإنها حسُنَتْ مأوًى ومُرْتَفَقَا توسعتْ باحةً واستأمنتْ طُرُقَا أصبحْتَ من ربقةِ الإذلالِ مُنْعَتِقَا فكيف عادت صعيداً مُمْحلاً زَلِقَا وعشتُ بين اليتامى مُدقعاً مَلِقَا حتى رأيتُ عياناً صُبْحَها فَلَقَا والشكرُ لله في السرّاءِ منطَلَقَا . |