تشكيل أكبر جسم عسكري سوري معارض قوامه 80 ألف مقاتل شمال سوريا
تم برعاية تركيا تشكيل جيش عسكري موحد شمال سوريا، يناهز تعداده نحو 80 ألف مقاتل، تابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة بقيادة اللواء سليم إدريس والذي يشغل أيضًا منصب رئيس هيئة الأركان، ويهدف هذا التشكيل الانتقال من الحالة الفصائلية إلى حالة الجيش الوطني كمؤسسة عسكرية تعمل وفق تراتبية عسكرية، وأعلن عن ذلك في مؤتمر صحافي في مدينة أورفا التركية. ويأتي هذا التشكيل ليصب في مسار التسوية السياسية التي يعَدُّ لها بالتوافق بين كل من تركيا وإيران وروسيا، وفوقهم أميركا؛ لمصلحة النظام السوري الجديد؛ حيث سيتم دمج هذا الجيش مع جيش النظام بعد التخلص من الوجوه التي اشتهرت بالإجرام فيه.
وقد قامت تركيا باستخدام الجيش الوطني لقتال ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية شرق الفرات، وسيكمل لقتال كل الفصائل التي ترفض التسوية المتفق عليها من الأطراف الخارجية الدولية والإقليمية، والتي بنظرهم ستكون المعركة الأخيرة التي تنهي الوضع في سوريا، والقضاء على كل من لا يقبل بالتسوية الأميركية التي تعمل جميع الأطراف (تركيا وإيران وروسيا) على فرضها؛ حيث سيحاصَرون استعدادًا للمعركة الفاصلة في إدلب ومحيطها؛ وذلك بعد تهجير المدنيين منها إلى المنطقة الآمنة التي بدأت تركيا العمل على إنشائها بالقوة، أو إلى ما يتبقى من إدلب خارج سيطرة المقاتلين، وحشر المقاتلين في منطقة منها بعد فتح الطريق الدولية، وسيقاتل هؤلاء باسم محاربة الإرهاب، وسيتم ضربهم باستخدام بالقوة المفرطة، واستعمال الأسلحة المحرمة الدولية، وخارج أي مساءلة دولية؛ للقضاء نهائيًا على كل إمكانية باستمرار الثورة. ثم من بعد حسم المعركة على الأرض، يتم الانتقال إلى جنيف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث يجلس من ترضى عنه أميركا من المعارضة السياسية الخارجية التي تنتظر الإشارة إليها للقيام بهذا الدور وهي قابعة في فنادق من خمسة نجوم مدفوعة الأجر؛ لتكون جزءًا من الحكم الجديد، في مقابل من يختاره نظام بشار المجرم لهذه المفاوضات ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، والذين يكون ظاهرهم حملان وحقيقتهم ذئبان ضارية… ليتم إقرار الدستور الجديد المعدة بنوده سلفًا، والاتفاق على الخطوات الإجرائية وتحديد الآليات الانتخابية وفرز مجلس تشريعي، ورئيس بلاد، وحكومة… بحسب ما يقرره الدستور الجديد… هذه خريطة طريق تقريبية وضعتها أميركا للقبض على الوضع في سوريا، وهي تسير بها خطوة خطوة، وما تفعله تركيا من هجومها على وحدات حماية الشعب الكردية، وإقامة المنطقة الآمنة هو جزء من هذه الخطة، وتكوين ما يسمى بالجيش الوطني هو جزء من هذه الخطة… هذه هي خارطة طريق أميركا لسوريا.
الوعي: إن أميركا، التي تقود، هي ومن معها الدول، عملية القضاء على الثورة، بأشع صورة من الإجرام، لن تستطيع أن تثبت قدمها، فالشعب السوري المسلم ليس بالشعب الذي يستسلم، ولا بالذي يسلم لأعدائه، وكل ما تخطط له أميركا مما ذكرنا يمكن أن تقلب طاولته بحالة أن يوجد من يقود الثورة بعيدًا عن الاستعانة بحكام المسلمين المجرمين العملاء، وكلهم عملاء من غير استثناء، وأن يقوموا بعمليات عسكرية حقيقية تكبد أعداءهم الخسائر المادية والبشرية الضخمة، وتكون بعيدة عن خوض المعارك التي تكون شبيهة بالحروب النظامية غير المتكافئة، وأن يكون مشروعهم السياسي هو إقامة حكم الله بإقامة الخلافة ليكون الحكم الجديد قادرًا على استعادة عزة هذه الأمة، وتحقيق مرضاة الله… وهذه هي خارطة طريق الإسلام للأمة الإسلامية.