المتغيِّرات في السعودية منذ أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد
2018/07/16م
المقالات
4,727 زيارة
المتغيِّرات في السعودية منذ أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد
عام 2016، أطلق الأمير محمد بن سلمان، ما سمي بـ(رؤية 2030) التي تهدف إلى إجراء إصلاحات شاملة «استعداداً لمرحلة ما بعد النفط في المملكة» كما وصف. وهو من أجل تثبيت حكمه وتأمين السير في إصلاحاته، قام بإجراءات قاسية جداً وذات أبعاد سياسية خطيرة لناحية تثبيت الحكم لأميركا وإقصاء النفوذ الإنكليزي فيه، منها اعتقال بعض كبار الأمراء وإزاحتهم من مناصبهم وأهمها كان إبعاد ولي عهد والده ابن عمه الأمير محمد بن نايف ليحل هو محله في منصب ولي العهد، مع أن هذا الأخير تابع للسياسة الأميركية مثله، وكذلك ابن عمه الأمير متعب بن عبد الله رئيس الحرس الوطني ليحل محله غيره. وأجرى تعديلات في المناصب العسكرية المهمة في السعودية جاءت ضمن ما أسمته القيادة السعودية بـ«وثيقة تطوير وزارة الدفاع» وتم إعفاء مسؤولين من مهامهم واستبدالهم بمسؤولين موالين له من جيل الشباب في العائلة المالكة، وأحال على التقاعد بعضًا من القيادات العسكرية ذات المناصب الرفيعة وعين مكانها موالين له، وأمر كذلك بحبس أمراء ووزراء بتهم فساد واستغلال للسلطة… طبعاً كل ذلك كان برعاية والده الملك سلمان.
وفي مجال ما يدعيه ابن سلمان أنه إصلاح، يستهدف به «انطلاق عهد ثقافي جديد»، استضافت السعودية أسبوع الموضة العربي للمرة الأولى، وافتتح مجلس الموضة العربي مكتباً إقليمياً له في الرياض، وتم إقامة حفلات موسيقية عامة، والإعلان عن تشغيل دور عرض للسينما في السعودية. وسمح للنساء بقيادة السيارات، وبحضورهن مباريات كرة القدم في الملاعب السعودية. وتم تعيين امرأة نائبة لوزير العمل وفتح باب التجنيد الاختياري أمام الفتيات للالتحاق بالحياة العسكرية برتبة مجند… وقد تداولت وسائل الإعلام الغربية هذه (الإصلاحات) على نطاق واسع، ووصفوه بأنه يحدث ثورة على خطى أتاتورك.
الوعي: ما قام به ابن سلمان من الناحية السياسية والعسكرية إنما هو خضوع للسياسة الأميركية، ويتعلق بتثبيت حكمه العميل لهم. ومن الناحية الثقافية إنما هو خضوع للثقافة الغربية، ويظهر وكأنه انهزام للإسلام أمامها، باعتبار خاطئ وهو أن السعودية تطبق الإسلام… وفي الحقيقة، إن آل سعود كانوا من الناحية السياسية، ومنذ قيام دولتهم، وبالاً على الإسلام وعلى دولة الخلافة الإسلامية؛ إذ كانوا عملاء للإنكيز وساعدوهم على هدمها، وحتى فلسطين كانت لهم يد وسخة في التخلي عنها لصالح اليهود، وقامت سياستهم على العمالة، تارة للإنكليز وتارة لأميركا، ولم تكن سياسة إسلامية بأي حال من الأحوال، لا من الناحية السياسية ولا الاقتصادية، بل علمانية…. أما من الناحية الثقافية، فقد جعل آل سعود أمور الدين تقتصر على المسائل التعبدية من صلاة وصوم وزكاة… وعلى المسائل الاجتماعية المتعلقة بعلاقات الرجل مع المرأة، من زواج وطلاق وميراث… وهذه جعلوا لآل الشيخ ولمدرستهم الفقهية حق الإفتاء فيها. وهذه الأحكام بالرغم من أنها تعتبر أحكاماً شرعية ولكن غلب عليها فعلاً التشدد والانغلاق؛ لغلبة الأعراف القبلية على المجتمع السعودي منذ أول قيامه، وهو ظل يسير عليه.
إن تقسيم الحكم في السعودية بين آل سعود، وآل الشيخ بقيادة آل سعود، إنما هو شكل من أشكال (فصل الدين عن الدولة) الذي فرضه الغرب على كل بلاد المسلمين. وما يجب تغييره في بلد نجد والحجاز إنما هو الحكم من أساسه؛ بحيث يكون دولة خلافة لا مملكة… وهذا ما يأمر به الإسلام ويحاربه آل سعود.
2018-07-16