|
مَسْرَاكَ يا سَيِّدي ضَاعَتْ مَغَانيهِ
|
وَجَرَّعُونَا كُؤُوسَ الذُّلِّ في التِّيهِ
|
|
|
مَنْ جِئْتَهُمْ بِكِتَابٍ لا يَضِلُّ بِهِ
|
مَنْ يَلْتَزِمْهُ، فَبَاعُوا كُلَّ مَا فِيهِ
|
|
|
مَسْرَاكَ في زَمَنِ الأقْطَابِ مُكْتَئِبٌ
|
مُقَطَّبُ الوَجِهِ يَشْكُو مَنْ مَآسِيهِ
|
|
|
مَسْرَاكَ، ما أحَدٌ مِمَّنْ يقُومُ بِنَا
|
يَهْتَمُّ يَا سَيِّدِي مِمَّا يُقَاسِيهِ
|
|
|
مَسْرَاكَ كانَ مَنيعَاً مَعْ خَلِيفَتِنا «عَبدُ
|
وَاليوْمَ في زَمَنِ الأَقْنَانِ نَطْوِيهِ
|
|
|
الحَمِيدِ» الذي قَدْ صَانَ سَاحَتَنا
|
كَمْ جَرَّحُوهُ وَكَمْ خَانُوا أَمَانِيهِ
|
|
|
قامُوا لِخَلْعِ الذِي أَعْطَى لأُمَّتِهِ
|
خَيْرَ العَطَاءِ دِفَاعَاً عَنْ مَبَادِيهِ
|
|
|
لَمْ يَقْدُرُوهُ علَى أَبْعَادِ مَوْقِفِهِ
|
مَعَ الذِي جَاءَـهُ بِالمَالِ يُغْرِيهِ
|
|
|
كي يدخل البعض من أبناء ملته
|
لأَرْضِ مَنْ قَدْ حَبَاهُ الفَضْلَ بَارِيهِ
|
|
|
بل ناهضوه على الإخلاص كي يهنوا
|
أَمَامَ تِيهِ الذِي يُبْدِي تَعَالِيهِ
|
|
|
«باراك» يلزمهم في كل آونة
|
بِكُلِّ أَمْرٍ عَلَى المَكْشُوفِ يُمْلِيهِ
|
|
|
فهم يساقون للتطبيع كي يصلوا
|
لِحُلْمِ صُهْيونَ في أَقْصَى مَرَامِيهِ
|
|
|
من الفرات لوادي النيل غايته
|
فَنَوَّلُوهُ الذي تَرْجُو أَيَادِيهِ
|
|
|
هَا نَحْنُ مَسْرَى نَبِيِّ اللهِ نَعْرِضُهُ
|
لِسُبَّةِ الدَّهْرِ قُرْبَانَاً نُؤَدِّيهِ
|
|
|
فَالقَابِضُونَ عَلى الأَقْطَارِ قَدْ صَدَفُوا
|
عَنْهُ وَعَمَّنْ تَبَقَّى مِنْ أَهَالِيهِ
|
|
|
تَالله مَا فَقَهُوا في الدِّينِ مَسْأَلَةٌ
|
وَلا اسْتَنَارُوا بِفَتْوَى مِنْ فَتَاوِيهِ
|
|
|
وَلا أصَاخُوا إِلَى صَيْحَاتِ مَسْجِدِنَا
|
وَلا أَحَسُّوا بمَا تُبْدِي لَيَالِيهِ
|
|
|
لَمْ يَفْهَمُوا «لِصَلاحِ الدِّينِ» مَطْلَبَهُ
|
بَلْ أَسْلَمُوهُ وَكَانُوا مِنْ أَعَادِيهِ
|
|
|
مَنْ يَمْلِكُون جُيُوشَاً لا عِدَادَ لَهَا
|
سَدُّوا الثُّغُورَ وَزَادُوا في دَوَاهِيهِ
|
|
|
كَمْ مِنْ أَمِيرٍ نُكِبْنَا مِنْ إِمَارَتِهِ
|
أَوْ مِنْ وَلِيٍّ عَجبْنَا مَنْ يُوَلِّيهِ
|
|
|
أو مِنْ رَئِيسٍ صُدِمْنَا مِنْ رِئَاسَتِهِ
|
حُبُّ التَّحَكُّمِ، حُبَّ القُدْسِ يُنْسِيهِ
|
|
|
أو مِنْ مُطيعٍ لإِمْلاءَاتِ مُغْتَصِبٍ
|
سُمُّ الأَفَاعي عَنِ الأَنْظَارِ يُخْفِيهِ
|
|
|
****
|
|
|
كَيْفَ السَّبِيلُ لِعَيشٍ في حِمَى لُكَعٍ
|
إِنْ كَانَ يَا صَاحِ مَا يُرْدِيكَ يُرْضِيهِ!
|
|
|
إن جَاءَ لِلْحُكْمِ يَبْقَى فَوْقَ طَاقَتِنَا
|
فَإِنْ تَمَكَّنَ هَاتُوا مَنْ يُنَحِّيهِ
|
|
|
شَاهَتْ وجُوهٌ لَهَا الشَّيْطَانُ مُفْتَتِنٌ
|
قَدْ صَادَقَتْهُ وَمَا كَانَتْ تُعَادِيهِ
|
|
يَا سَيِّدي، المَسْجِدُ المَأْسُورُ مُنْتَظِرٌ
|
فَكَّ الإِسَارِ وَلَكِنْ مَنْ يُفَدِّيهِ؟
|
فَالْقَوْمُ يَاسَيِّدي ضَلُّوُا وَمَا رَشُدُوا
|
فَهُمْ لَهُ سَلَفاً صَاغُوا مَرَاثِيهِ
|
مَنْ حَارَبُوا ثَوْرَةَ «القَسَّامِ» مَا انْتَبَهُوا
|
إلا لإِجْهَاضِ مَنْ يُحْيُونَ مَاضِيهِ
|
أَبْنَاءُ حِطِّينَ وَاليَرْمُوكِ قَدْ حُبِسُوا
|
عَنِ الجِهَادِ، وعَنْ إِمْدَادِ أَهْلِيهِ
|
إِنَ الطَّوَاغِيتَ لا هَمٌّ يَهُمُّهُمُ
|
بَاعُوا مَعَانِيهِ أَمْ بَاعُوا مَبَانِيهِ
|
سَلْهُ وَسَلْهُمُ وَسَلْ مَنْ يَسْرَحُونْ بِهِ
|
مَنْ كَاَن يَحمِيهِ.. حَقَّاً كَانَ يَحْمِيهِ؟!
|
فَمَنْ تَنَادَوْا إِلَى التَّطْبِيعِ إِمَّعَةٌ
|
لِلْغَرْبِ قَدْ نَفَّذُوا مَا كَانَ يَقْضِيهِ
|
لا يَعْمَلُونَ عَلَى إِرْجَاعِ مَنْ طُرِدُوا
|
بَلْ يَعْلَمُونَ عَلَى إِخْرَاجِ مَنْ فِيهِ.
|
|
|
|
|
|