رحيل بطريرك الاستشراق – الحقود الدجال برنارد لويس!
توفي المؤرخ والباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، برنارد لويس، والذي يوصف بأنه ترك أبلغ الأثر في تشكيل نظرة الغرب إلى هذه المنطقة، عن عمر يناهز 101 سنة. وتصف موسوعة “المؤرخين والكتابة التاريخية” لويس بأنه “أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيرًا بعد الحرب العالمية الثانية”، وكانت آراؤه أثيرة لدى مجموعة السياسيين الأميركيين المعروفين باسم “المحافظين الجدد” وعُرف لويس باهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب، وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات العرقية، وصعود “التطرف الإسلامي” والنظم الاستبدادية، التي دعم الغرب بعضها. وخلف لويس أكثر من 30 كتابًا ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة، كما اشتهر بتنقيباته في الأرشيف العثماني وكتاباته الغزيرة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. وكان برنارد لويس أوّل غربي يحظى بهذا الامتياز.
واشتهر لويس بمواقفه العدائية الصريحة للإسلام، التي سجل بعضها الصحفي السوري المعروف صبحي الحديدي في مقال له في صحيفة القدس العربي، يمكن تلخيصها بما يلي:
– قدّم لويس نصيحته الشهيرة لجورج بوش الابن ونائبه ديك شيني ووزير دفاعه دونالد رمسفيلد بغزو العراق، وأنّ العراقيين سيستقبلون الأميركان بالأهازيج والأزهار، وأنّ هذا هو درب بناء الديمقراطية المفترضة.
– رغم أن لويس قد ولد في بريطانيا، وعاش في الولايات المتحدة واكتسب جنسيتها، وفيها توفي مؤخرًا؛ لكنه أوصى أن يُدفن في تل أبيب، وليس في أيّ مكان آخر!
– اعتبر لويس أن بيان أسامة بن لادن، الداعي إلى إعلان الجهاد ضد القوّات الأميركية المتواجدة في الجزيرة العربية، يثبت أنّ دوافع «الإرهاب الإسلامي» إنما ترتد إلى أصول تاريخية وفقهية في قلب الإسلام ذاته. ولم يَطُل الوقت حتى ربط بين ذلك البيان، ولجوء الخليفة عمر بن الخطاب إلى طرد يهود خيبر ومسيحيي نجران من جزيرة العرب، تنفيذًا لوصيّة النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) كما كتب!
– إن طرد 850 ألف فلسطيني خلال سنوات قليلة أعقبت تأسيس الكيان الصهيوني قبل وبعد 1948م لم يكن سوى عاقبة لتخلّف الشعب الفلسطيني، وللفشل السياسي الذي عانت منه المنطقة؛ وهذا، أيضًا، كان تفسير لويس للمشاريع الاستعمارية والإمبريالية، وواحدة من أبرز نقاط النقد المعمق الذي جوبه به لدى عدد من كبار مؤرّخي الغرب المختصين بدراسة الإسلام.
– يرى لويس أنّ الشرق الأوسط سرمدي جامد ثابت، ولن يتغيّر إلا على نحو أسوأ، على يد الأصوليات والأصوليين؛ «حين تدخل الثورة الإسلامية طورها النابوليوني أو الستاليني فتتمتع، مثل أسلافها اليعاقبة والبلاشفة، بفضيلة وجود طوابير خامسة في كل بلد وجماعة على صلة بخطابها الكوني العام»!
– ردّ لويس البغض العربي والإسلامي للولايات المتحدة إلى عنصر «الحسد» من قوّة عظمى مهيمنة غنيّة متقدّمة، لم تخسر أيّ حرب منذ تأسيسها! نعم، الحسد فقط، وليس سياسات الولايات المتحدة في الانحياز الأقصى لدولة الاحتلال، وغزو الشعوب، ومساندة طغاة العرب وناهبي الثروات ومبدّدي المليارات على عقود الأسلحة الفلكية!
الوعي: يعتبر برنارد لويس شيخ المستشرقين في القرن الأخير ولعله أكبر دجاليهم؛ لذلك فإن إدراك واقعه ضروري كونه يعطينا فرصة لاستيعاب كيف يتم بناء الرأي العام وتوجيه صناَّع القرار في الغرب إزاء المسلمين وقضاياهم، والتي يمكن تلخيصها بضرورة سحق المسلمين وإخضاعهم للهيمنة الغربية، أو تغيير دينهم ليتواءم مع القِيَم والمفاهيم الغربية عن الحياة، وإلا فإن العالم سيكون في خطر!