البيان الختامي
أخيراً ألقى عضو مجلس حزب التحرير – إندونيسيا حفيظ عبد الرحمن البيان الختامي الذي وقعه الحاضرون من إندونيسيا وسائر بلاد العالم، ومما جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر 28].
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «العلماء ورثة الأنبياء» (أخرجه أبو داود والترمذي من طريق أبي الدرداء (رضي الله عنه)).
نحن، العلماء من بلاد المسلمين المختلفة، نؤكد في مؤتمرنا هذا على ما يلي:
1- الخلافة فرض عظيم، والعمل لإعادتها فرض، وأي فرض، فقد قدَّم الصحابة رضوان الله عليهم تنصيب الخليفة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على دفنه صلوات الله وسلامه عليه، مع أن دفن الميت فرض، وتقديمُ بيعة الخليفة دليلُ عظمة هذا الفرض.
وكذلك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل ميتة من لا يبايع الخليفة إن كان موجوداً، أو من لم يعمل لإيجاد الخليفة إن لم يكن موجوداً، جعل ميتته ميتةً جاهلية، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): « مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما)، ولا تكون البيعة الشرعية إلا للخليفة.
كما أن إقامة الحدود وتطبيق الأحكام وتسيير الجيوش ونشر الإسلام والفتح… كل ذلك يحتاج إلى الخليفة “الإمام”، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم):«وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» (متفق عليه).
نقدر بالغ التقدير ما يقوم به حزب التحرير من عمل دؤوب لاستئناف الحياة الإسلامية في الأرض بإقامة دولة الخلافة، وندعمه ونؤازره، وسيكون العلماء في الصفوف الأولى لتحقيق هذا الفرض العظيم بإذن الله.
3- نتوجه بكل ما آتانا الله من علم وفهم لأحكام الإسلام، نتوجه إلى أصحاب القوة في بلاد المسلمين لينصروا العاملين لإقامة الخلافة، فيكرمهم الله سبحانه بمنه وفضله، كما أكرم أنصار المدينة رضي الله عنهم ورضوا عنه.
4- إن مؤتمرنا هذا هو نذير وبشير:
نذير للكفار المستعمرين وعملائهم من الحكام الظالمين، بأن الأمة الإسلامية تختزن في ذاكرتها كل جرائمهم ضد الإسلام والمسلمين، وأن الخلافة عند قيامها بإذن الله ستقيم عليهم العقوبات الشرعية التي يستحقونها، والله المستعان.
وبشير للأمة الإسلامية بأن بزوغ فجر الخلافة الراشدة قد أزف وقته، وآن أوانه، تصديقاً لوعد الله سبحانه بالاستخلاف لعباده المؤمنين الصالحين، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [النور 55] وتحقيقاً لبشرى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديثه الصحيح بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه: « ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» (أخرجه أحمد).
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.