مأساة الغوطة: لهذه الأسباب ينتقم النظام والروس منها
تتعرض الغوطة الشرقية لقصف لم تتعرّض لمثله بتلك الحدّة منذ عام 2015م، والذي أدى خلال أسبوع واحد إلى مقتل 229 مدنيًا. وتنتشر فيديوهات تنقل مأساة الغوطة، وصور أجسادٍ ممزقة وأطفال تغمرهم الدماء، وآباء يبكون ويصرخون، ولا يتوقف النشطاء عن توثيق ما يجري في الغوطة يوميًا عبر الإنترنت، ذاكرين أعداد القتلى والجرحى، والبلدات التي استهدفتها غارات جيش الأسد وحليفه الروسي.
أما عن سبب الإصرار السوري والروسي على استهداف تلك المنطقة، فلأنها آخر منطقة لا تزال تحت سيطرة المعارضة على مقربة من العاصمة، كما أنها منطقة خصبة. وأهلها كانوا سبّاقين إلى التظاهر ضد بشار الأسد. والنظام اليوم ينتقم منهم.
أما عن الطيران الروسي فإنه يشارك في القصف الواسع، بعد أن كان محصورًا في السابق بطيران النظام السوري. والسبب يبدو أن روسيا تنتقم من جراء فشل المفاوضات في نهاية شهر يناير/كانون الثاني في سوتشي، نتيجة رفض المعارضة المشاركة فيها. ثم إن القصف الروسي جاء بعد إسقاط مقاتلي “هيئة تحرير الشام” طائرة حربية روسية.
ثم إن النظام السوري يحاصر الأنفاق التي تعتبر المنفذ الوحيد الذي يدخل عبره الغذاء والدواء من المناطق التي يسيطر عليها النظام، ويتعرض أهلها للقصف والجوع، وهم محاصَرون منذ 2013م.
وأشار تقرير منظمة “يونيسف” في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الذي أحصى 1100 طفل يعانون من سوء حادّ في التغذية، 700 منهم في حالة الخطر التي تتطلب نقلهم خارج الغوطة على وجه السرعة. وأشار إلى نقص الأدوية والمواد الطبية اللازمة في المستشفيات، وإلى منع مرور القوافل الإنسانية، التي كان آخرها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التي حملت الطعام والدواء لنحو 40 ألف شخص فقط.
وبالرغم من استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية”، منذ 13 يناير/ كانون الثاني الماضي، ثلاث غارات قصف فيها مادة الكلور في الغوطة وفي محافظة إدلب، فإن ردود الأفعال الدولية كانت قليلة، وغير مؤثرة، وطلب فيها بذل كل الجهود حتى “يضع النظام السوري حدًّا لتفاقم الأوضاع الإنسانية، التي أصبحت لا تطاق”، و”بوضع حد للقصف” وبمطالبة الأمم المتحدة بـ”وقف فوري للاشتباكات خلال شهر على الأقل، في كل أنحاء سورية”.
الوعي: الأوضاع المأساوية في سوريا، تختصرها مأساة الغوطة، إجرام مشهود تشترك فيه دول المجتمع الدولي، وصمت مطبق عطلت فيه القوانين الدولية، وإسفار دولي عن محاربة الإسلام، تحت شعار محاربة الإرهاب… إنها الحرب العالمية على الإسلام، على إسلام الحكم، على الخلافة تحديداً… فافهموها يا أهل الإسلام، وواجهوهم بما يخافون منه. إنه لن يضع حداً لمآسي أهلنا في الغوطة، وفي سوريا، وفي بلاد المسلمين التي تحترق يومياً، إلا دولة الخلافة الراشدة. فالحل بيدكم أيها المسلمون، وإياكم أن تجعلوه في يد أعدائكم، في جنيف، أو في سوتشي، أو في فيينا، أو في الرياض… فكلهم في التآمر عليكم سواء.