إلهي قصدْتُك، قَصْد الْمنيبِ
|
وأوقنُ أنّي عند رب مجيبِ
|
تجاوزْ عن المذنبين بعفوكَ
|
ثَقُلْتُ بأوزاري وأنتَ حبيبي
|
أنا عبدكَ، المخذولُ بالنّفْس والهَوى
|
ولكنّ حِلْمَكَ فيه نصيبي
|
وأطمعُ في الرَّضوانِ بُغْيَةَ نَيْلِهِ
|
وأسعى إليه كسعي الكئيب
|
وُثُوقي من الاستجابة راسخٌ
|
شَكِيٌّ أنا من ثقْل كُثْر الذنوب
|
وشاكٍ إلى الله نفسي، وبيئةً
|
قدِ اسْتُمْرِئتْ رُغْمَ ظلْمٍ عصيب
|
تنامين يا أُمّةَ المصطفى
|
فكيف يحلو لكِ النومُ بين الذِّئاب؟
|
لقد غَصَبوا السُّلْطانَ، سلطان دينِكِ
|
فَبِتْنا يتامى عَصْرِ قَهْرِ الشعوب
|
وَقيمتُنا أُسْقطتْ، والخلافةُ
|
فصرنا نجاري الغَرْب (جَرْي) الكلابِ
|
وحينَ يُشاهَدُ حامل دَعْوةٍ
|
يُشاهَدُ أيضاً عِشْق الرِّقابَ
|
يُشاهَدُ قَمْعٌ لغاية منعهِ
|
ويودع بالسِّجْن بعد العذاب
|
تطبيق شَرْع الله في الأرض حُلْمهُ
|
وإن صار مِنْ جِسْم الفتى كَالكَباب
|
ألا إنّ نصرْ الله آتٍ ومحْذق
|
فصبرٌ جميلٌ وَهْوَ زيُّ الشباب
|
لقد نلْتُمُ العزّ، واللهِ نلتموهُ
|
رُغْمَ الأنوف ورُغْمَ الخُطوب
|
فأمّتنا أنْتُمُ لها أَمَلٌ كما
|
لَكُمْ هِي ركنٌ خالصُ كاللُباب
|
ألا فاثبتوا حتّى تُلاقوا الصحابة
|
إلى جنّة الخُلْد، بفِعْلٍ دؤوب
|
إلهي قَصَدْناك قصد المنيب
|
قَصَدْنا حليماً كاشفاً للْكُروب
|
قصَدْناه بعْدَ اليَأس مِمَّنْ
|
سواه، نَحْن رُوَّام رِضْوانٍ بِمِلْءِ القلوب
|