الوحدة اليمنية
1990/07/07م
المقالات
2,034 زيارة
في 27 من شهر شوال 1410هـ الموافق 22 أيار 1990م. تم دمج جنوب اليمن وشماله في دولة واحدة. «الوعي» تنهئ أهل اليمن بهذه الخطورة، وتدعو جميع البلاد الاسلامية إلى الخروج من التجزئة والانقسام، والعودة إلى الاندماج والوحدة.
نحن نحب أن تكون خطوة أهل اليمن أفضل من ذلك، فهي خطوة ناقصة. ينقصها أن يكون دستورها اسلامياً وأن يكون ولاء حكامها للاسلام والمسلمين وليس لأفكار علمانية ولدول كافرة.
وحدة المسلمين حكم شرعي. إنها فرضٌ فرضه الله عليهم وذلك مأخوذ من النصوص التي تصف المسلمين بأنهم أمة واحدة من دون الناس، وأنهم كالجسد الواحد، وأن سلمهم واحدة وحربهم واحدة، وأن لهم خليفة واحداً، والذي يخرج من بيعته يموت ميتة جاهلية، وأنهم يجب أن يقاتلوا كل ما يشق صفهم أو يفرق شملهم.
ولكن الكافر المستعمر وجد في تمزيق المسلمين وتقطيع أوصالهم، وجد في ذلك أداة تسهل عليه استعمارهم على قاعدة «فَرّقْ تَسْدْ». فكان للمستعمر ما أراد. وقبل أن يخرج المستعمر ربّى جيلاً من أبناء المسلمين وسلمهم السلطة فصاروا يحافظون على مصالح هذا المستعمر ويخلصون في الولاء له ولأفكاره.
داء الأمة الاسلامية الآن يكمن في ثلاثة أمور: أولها أنها أُبعدتْ عن تطبيق الاسلام، وثانيها أنها مُزّقتْ إلى مُزَق صغيرة كالفسيفساء، وثالثها أنها بُليِتْ بحكام عملاء للدول الكافرة المستعمرة.
والانقاذ الصحيح للامة الاسلامية لا يكون إلا بتقويم الأمور الثلاثة معاً. ولكن نحن لا نرفض تقويم أمر منها، إذا حصل. فوحدة اليمن بشطريها الشمالي والجنوبي عمل جيد، ولا بد من ملاحقة بقية الأمور وذلك من أجل طرد الحكام العملاء الذي يحملون الولاء للفكر العلماني الكافر، ومن أجل تطبيق الاسلام كاملاً.
وقد قرأنا في الأخبار أن عدداً كبيراً من العلماء الذين اعترضوا واحتجوا عند اعلان الوحدة، دولة الوحدة لأن فيه مواد مخالفة للشريعة الاسلامية.
وما أحرانا هنا في لبنان أن نأخذ درساً وندخل في وحدة اندماجية مع بقية بلاد الشام، إن هذا هو لمشاكل لبنان ومآسيه، وقد آن لأهل لبنان من مسلمين ونصارى أن يدركوا هذا لو كانوا يعقلون. ولكن فرنسا والفاتيكان ودول الغرب التي تريد ابقاء التجزئة وتريد إبقاء لبنان جسماً غريباً في المنطقة مثل اسرائيل، هذه الدول توسوس وتمانع في حصول الوحدة.
1990-07-07