تعبير جديد أطل علينا مؤخراً من على صفحات جريدة «الواشنطن بوست» ونسبت هذه الصحيفة إلى سفير الاتحاد السوفياتي في دمشق قوله: «إن الجهود السوفياتية للوفاء باحتياجات سوريا العسكرية في المستقبل ستأخذ في اعتبارها حدود قدراتنا على الإمداد بمعدات متقدمة وقدرة سوريا على الدفع، مع المراعاة الواجبة لمبدأ الاكتفاء الدفاعي المعقول، والذي يعني القدرة على إنزال خسائر غير مقبولة بإسرائيل… إن القوة العسكرية ليست الملاذ الأخير، وهي ليست شهادة بالأمن، ونحن نعتقد حقيقة أن ميزان القوى بات أمراً عفا عليه الزمن… والتغيرات التي تحدث في الاتحاد السوفياتي ليس من شأنها إلا أن تؤثر في أشكال معينة على شروط علاقاتنا الاقتصادية وغيرها من العلاقات».
وفي واشنطن نقلت رويتر «أن أميركا رحّبت بعزم الاتحاد السوفياتي على الحد من تسليم الأسلحة إلى سوريا وطالبته بتنفيذ ما تعهده فعلاً، وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية أن الإدارة الأميركية تبدي ارتباطها إلى مبدأ الاكتفاء الدفاعي المعقول بالنسبة إلى شحنات الأسلحة السوفياتية ولكن يبقى علينا معرفة ما إذا كان الاتحاد السوفياتي ومن الناطقة باسم الخارجية الأميركية هو تريدهم لعبارة جديدة أطلقوا عليها اسم «مبدأ» وكأنها ستصبح عرفاً دولياً للتسلح بعد أن كان سائداً ما أسماه الغرب «مبدأ التوازن الاستراتيجي» أو «مبدأ التوازن المسلح»، فهل حصل تغير في سياسة غورباتشوف من ضمن ما حصل من تغيرات أخرى؟ وهل حصل اتفاق بين أميركا وروسيا على هذا التغير؟ أسئلة يثيرها هذا التصريح السوفياتي والرد الفوري الأميركي عليه. أما رد أهل المنطقة من سكان العالم الإسلامي فينبغي أن يكون البدء في الاعتماد على الذات أي بتصنيع الأسلحة ضمن عالمنا ودون اللجوء إلى شرق ولا إلى غرب لمدنا بالسلاح، حينها لا يستطيع أن تتحكم فينا الدول ذات المصالح والمطامع والتي تعطينا لمصلحتها وتحجب عنا لمصلحتها، أعاننا الله على رد كيدهم إلى نحورهم.
غلاف الصفحة الأخيرة:
في الذكرى الثالثة للانتفاضة
أطفال وشباب ونساء ورجال ثاروا بسلاح الحجارة ضد اليهودي المحتل، وفي المقابل قيادات ترتمي على أقدام أميركا وإسرائيل متوسلة أن يقبلوها. الشعب يعرف أن أميركا عدوّةٌ واليهود أعداؤه وكل من يعترف بدولة اليهود أعداؤه، ومنظمة التحرير (الاستسلام) سبقت الجميع في اعترافها بإسرائيل وتنازلها عن فلسطين. فهلاَّ عرف أهل الضفة والقطاع وأهل فلسطين وسائر المسلمين أن قادة المنظمة صاروا في صف اليهود؟ وهلاّ تحركوا لرجمهم بالحجارة كما يرجمون اليهود!