سوريا بين “المجلس الوطني” و”الائتلاف الوطني”.
كشف الدكتور برهان غليون أول رئيس للمجلس الوطني السوري (تشكل في تشرين الأول 2011م) في لقاء له مع موقع الجمهورية للدراسات (نشر في 18 شباط 2013م (مجموعة من النقاط المحورية المتعلقة بمسيرة الثورة في سوريا نسلط الضوء على بعض أهمها.
– تحولت الثورة السورية من ثورة شعب ضد طاغية من أجل الكرامة والحرية إلى مناسبة لتصفية الحسابات، ورسم أو إعادة رسم دوائر النفوذ الإقليمية والدولية. لذلك ارتبط مصير الثورة ضد الطاغية بمصير التنافس بين الأطراف المختلفة المتنازعة على السيطرة على سورية. ما يعني أن التقدم في اتجاه إسقاط النظام لم يعد ممكناً من دون التوصل المسبق إلى تفاهم إقليمي ودولي.
– كانت دول الخليج حتى الآن مصدر الدعم الأساسي في المال والسلاح للثورة، بغية تقليص المطامع الإيرانية ليعيدوا التوازن في العلاقات الإقليمية. فيما يستند النظام إلى المعونة الإيرانية والروسية لاستمراره.
– يتمثل التحدي الكبير في استعادة سيطرتنا على مصيرنا وانتزاعه من أيدي الدول المتصارعة على تقاسم أشلائنا، والحفاظ على إرثنا ووحدة البلاد والشعب.
– تشكل المجلس الوطني في أعقاب انتصار التدخل العسكري الدولي في ليبيا. وكان تدخل مشابه لكنس نظام صدام حسين في العراق. وكان جزء كبير من الرأي العام الثوري يتوقع أن يكون تشكيل المجلس الوطني مقدمة لتدخل مشابه يضع حداً للعنف غير المسبوق الذي استخدمه النظام ضد المدنيين، بل هذا هو المبرر الوحيد لتشكيل المجلس. وهو الذي دفع المعارضين لمثل هذا التدخل إلى اتهام المجلس بالتعامل مع الدول الأجنبية ورفضهم الدخول فيه. وكان ذلك من أسباب إضعافه أيضاً تجاه الرأي العام السوري والدول الأجنبية الصديقة أيضاً.
– الائتلاف الوطني، بعكس المجلس الوطني، هو واجهة للعمل الدبلوماسي. هكذا تكوَّن، وهكذا أريد له أن يكون. وقد مال بسرعة إلى وظيفته كما هو واضح بعد فترة قصيرة من تكوينه. وقد كوَّنه المجتمع الدولي لأنه يريد مفاوضين، ولا يريد التدخل مهما حصل.
– نحن الآن أمام نظام ينفجر ويفجر البلد معه، ونظام لم يولد بعد أو لم تتبلور ملامحه. ليس لدى الثورة إعلام ولا برنامج ثقافي للرأي العام، ولا تنظيم للكتائب يليق بثورة قدمت حتى الآن أكثر من مئة وخمسين ألف شهيد على أقل تقدير. ونحن الآن نعيش بداية الانقسام والنزاع الأيديولوجي. الإسلاميون يخافون من العلمانيين والعلمانيون يخافون من الإسلاميين لأدنى خلاف، والإسلاميون يخافون من إسلاميين مختلفين عنهم، والعلمانيون أيضا منقسمين إلى علمانيين معتدلين ومتطرفين. لا أحد يشعر بالراحة والثقة مع أحد.
– الحاسم في مصير الثورة لن يكون الائتلاف ولا أصحابه وإنما المقاتلون على الأرض، على شرط بلورة استراتيجية فعالة لتوحيدهم وتنظيمهم وتمكينهم من وسائل النصر.