كتاب الشهر
1988/10/05م
المقالات
2,317 زيارة
نقض الاشتراكية الماركسية
المؤلف: غانم عبده
الناشر: دار النهضة الإسلامية
بيروت/ 1988م
«الاشتراكية الماركسية كانت في أول النصف الثاني من القرن التاسع عشر أيام حياة ماركس الذي توفي سنة 1883 مجرد فكرة فلسفية عن الحياة، ولكنها اليوم في أول النصف الثاني من القرن العشرين تحتل وجوداً ضخماً في العالم، إذ تقوم على أساسها دولة كبرى هي روسيا وغلى جانبها عدة دول تعد مئات الملايين من البشر تحاول السير في تطبيق هذه الاشتراكية الماركسية، ثم لها دعاوة عالمية واسعة، وأتباع منتشرون، حتى أنه لا تكاد تجد دولة تخلو من اشتراكيين ماركسيين. وفي البلاد الإسلامية كلها ولا سيما سورية والعراق ومصر وأندونيسيا والهند استهوت الاشتراكية فكرياً، ولدى النزر القليل عقائدياً، الكثير من أبناء المسلمين فكان لا بد من الوقوف معها ساعة من نقاش يكشف فيها عن وجه الحق، ويعرض فيها صواب الرأي، بعمق واستنارة حتى تنجلي الحقائق، ويبرز زيف الباطل، فلعل معتنقي هذه الفكرة البالغة الخطر على الإنسان يبصرون النور، فيثوبوا إلى الحق، ويسيروا في طريق الهدى ويدركوا مدى ما كانوا فيه من ضلال ما بعده ضلال، ويروا أن واجبهم حرب هذا الكفر والإلحاد.
ولأجل إدراك (أن الاشتراكية الماركسية هي مبدأ باطل في فكرته وطريقته) إدراكاً كامل الوضوح لا بد من إعطاء صورة واضحة عن واقع هذه الاشتراكية الماركسية أولاً كما وردت في الكتب الاشتراكية والشيوعية ثم نقضها من أساسها». (من مقدمة المؤلف).
ثم يبدأ المؤلف بالردّ على أفكار ومبادئ الاشتراكية الماركسية ردّاً فكرياً عميقاً مستنيراً، وذلك بعد أن يقوم بعرض أقوال الاشتراكيين المأخوذة من كتبهم ونقضها.
فيناقش في الباب الأول، موضوع خلق الكون والبحث عن الخالق وصفاته.
فقام المؤلف بنقض زعم الاشتراكيين بأن الطبيعة غير محتاجة وأن حاجة مكوّناتها هو حاجة الشيء لنفسه. فيبيّن المؤلف كيف أن الطبيعة محتاجة وناقصة. وينقض أقوال الاشتراكيين حول هذه الفكرة. ثم يقوم بالبحث عن الخالق، فبعد البحث والتدقيق يصل المؤلف إلى أن كل ما يدركه الإنسان ويلمسه ويحتمل أن تكون هي الخالق لا يتعدى ثلاثة أمور وهي الكون والإنسان والحياة، فيبدأ بالبحث بكل واحدة من هذه الأمور حتى يتوصل إلى أنها جميعها محتاجة وعاجزة وناقصة. فإذاً لا بد من خالق خلقها جميعاً غير ناقص ولا عاجز ولا محتاج وهو أزلي واجب الوجود.
ثم ينطلق المؤلف ليناقش وينقض أسس الاشتراكية الماركسية في الأبواب الأخرى التي يتكوّن منها الكتاب بأسلوب فكري نادراً ما نجده في الكتب التي تطرقت إلى نقض الاشتراكية أيامنا هذه. فجزى الله المؤلف عنّا كل خير.
وننصح كل من يبحث عن تقض بنّاء للاشتراكية أو أحبّ الاطلاع على حقيقة الاشتراكية الماركسية قراءة هذا الكتاب القيّم.
1988-10-05