ماذا أقول من القوافي الباكيات على الطلول على القبورِ
.
|
ماذا أقول ولَحْنُها الوسنانُ ينبُضُ في فتورِ
.
|
حيناً مع الأحزان تشجيها وحيناً وحيناً في سرورِ
.
|
ماذا أصوغ من الحروف على خُطَا العمر القصير
.
|
إني عشقت جمالها في الأمسيات كَبَسْمَةِ الصبح المنيرِ
.
|
ماذا أقول وفي فمي ظمأ إلى النَّبْعِ النَّمير
.
|
والشعرُ مُخْتَنِق النشيد بغُصة الشجنِ الحَسير
.
|
إني لَيُخْجلني العتابُ وأمتي شمسُ الحَضارة في العصور
.
|
وأمينةُ الأرض التي شقيت بآلهةٍ تصاغ من الصخور
.
|
ماذا أقول وقد ترامت من سماء العِزَّ كالطير الكسيرِ
.
|
مشلولةَ التفكير هامدةَ الإرادة والشعورِ
.
|
تلهو مع الأحلام قاصرةَ المنى عن بسمةَ الأمل النَّضيرِ
.
|
وتهيم باللهو المُخَدَّر لا تحس بقسوة الألم المرير
.
|
وتعيش في سَفْحِ الحياة تظن أن مجالها قِمَمُ النُّسورِ
.
|
وتنام فوق الشوك تحسَبُ أنها تغفو على فرش الحريرِ
.
|
رضيت بعيش ساذج الرغبات كالطفل الصغيرِ
.
|
وتنكّبت عن موكب الأمجاد في درب المسيرِ
.
|
وعَنَتْ لسَوْط الظالم الجبار جَلاَّدِ الجماجم والظهورِ
.
|
يلهو بها حراً كما يهوى فتخضع كالأجيرِ
.
|
ويُنيلها من فضلة الأسياد أَيْسَرَها فتقنع باليسير
.
|
ويذيقها سوء العذاب فتَلتَقي التعذيب بالجسد الصبورِ
.
|
ويقودها ذُلاَ إلى سوء المصير فتَرضي سوء المصير
.
|
ويبيعها كالبُهْم في الأسواق للجزار بالثمن الحقيرِ
.
|
وتوزع الأرباح نقداً أو مناصب للرئيس وللوزير
.
|
يا أمة تُمْسي على ذلٍ وتُضْحى تحت لافحة الهجير
.
|
تشقى لتنعمَ حفنةُ العُمَلاء بالخير الوفير
.
|
هل سامك الحرمانَ غيرُ مطامع الغرب الصَليبيّ المغير
.
|
هل مَزَّقَ الأوطان والأمجاد غيرُ نظامه العَفِنِ الكفورِ
.
|
فمرابع الأمجاد مهدُ الرُسْلِ غارقةٌ بشر مستطير
.
|
والناس عبدٌ يستدل وسادةٌ فوق الأرائك والسريرِ
.
|
من قَسَّم البترول ميراثاً حلالاً للأميرة والأمير
.
|
يجري نُضاراً في بنوك الغرب في حُزُنِ القصورِ
.
|
يَلْهو به وَغْدٌ صغيرُ النفس مسلوبُ الكرامة والضمير
.
|
متغطرسُ الخيلاء جافي الطبع كالتمثال منتفخُ الغرورِ
.
|
كم بَعْثَرَ الأموال في اللذات في سوق الخلاعة والفجورِ
.
|
ورمى بأحضان العواهر نَخْوَةَ الشرف الغيور
.
|
وترنحت أعطافه في ليلةٍ حمراء تغرق في الخمور
.
|
يا أمتي يا شعلةَ الأمل الذي يبقى ضياءً في الصدور
.
|
كيف استكان المجد واختال الغزاةُ ولم تثوري
.
|
وتطاول الطغيان في مسرى الهدى والنور في القدس الطهور
.
|
لا تحسبي الأمجادَ أسفاراً من التاريخ تقرأ في السطورِ
.
|
المجد في الميدان يوم الزحف في حربٍ مؤججة السعيرِ
.
|
بالصف كالبنيان بالإيمان بالفكر النقي المستنير
.
|
بخلافةٍ خَفَّاقةِ الرايات فوق مواكب النصر الفخور
.
|
بالدولة الكبرى التي تبقى منارَ السائرين على الدهورِ.
.
|