خلافة إسلامية تتشكل في الأعماق الخفية للإنترنت… حقيقة صامتة أم دعاية مغرضة!
2017/10/24م
المقالات
9,752 زيارة
خلافة إسلامية تتشكل في الأعماق الخفية للإنترنت… حقيقة صامتة أم دعاية مغرضة!
حذر “خبراء” ومسؤولون غربيون من أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يواجه هزائم ميدانية متتابعة في العراق وسوريا، سيعمل على إقامة “خلافة افتراضية” في الفضاء الإلكتروني يواصل من خلالها التواصل مع أنصاره وتجنيد ناشطين جدد. وينبه هؤلاء إلى أن اجتثاث التنظيم الجهادي من كل الزوايا الخفية للشبكة العنكبوتية، سيكون أصعب بكثير من العمليات العسكرية ضده في أزقة الموصل والرقة.
وكان الجنرال الأميركي جوزف فوتل قائد القيادة الأميركية الوسطى (التي تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا) قد نبه إلى أن “القضاء على تنظيم الدولة في أرض المعركة لن يكون كافيًا”. وكتب فوتل “حتى بعد هزيمة قاسية في العراق وفي سوريا، فإن تنظيم الدولة سيجد على الأرجح ملجأ له في العالم الافتراضي يمكِّنه من مواصلة تنسيق الاعتداءات والإيحاء بها”، مضيفًا أن ذلك “سيتيح له أيضًا الاستمرار في حشد المؤيدين إلى أن يصبح قادرًا على إعادة الاستيلاء على أراض مجددًا”.
وقد سبق فوتل إلى هذه الخلاصة تقرير مماثل لمركز كويليام البريطاني المشبوه للأبحاث بعنوان “الخلافة الافتراضية” حلل فيه الاستراتيجية الدعائية لتنظيم الدولة ذكر فيه “من الواضح أن حضور التنظيم العقائدي والفكري سيزداد أهمية في الأشهر والسنوات المقبلة”، مضيفًا أن “التنظيم يسعى منذ الآن إلى التركيز على أن فكرة الخلافة أهم من وجودها الفعلي”. ويذهب التقرير إلى أنه “رغم تكثيف رقابة السلطات على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن تنظيم الدولة الإسلامية أبدى قدرة كبيرة على الصمود بالنظر إلى مرونته وقدرته على التأقلم إزاء حذف مضامين جهادية على الإنترنت”. وقال التقرير إن التنظيم “سيتمكن بذلك من المحافظة على انتشار كاف لبلوغ قاعدته من المؤيدين، وتجنيد عناصر جدد”.
الوعي: إن أمثال هذه التقارير التي يتوقع صدور كثير منها يهدف إلى إلصاق فكرة الخلافة بتنظيم الدولة تحديدًا، سعيًا إلى تقزيم الفكرة وتشويهها وتجريم الدعاة إليها. فمشروع الخلافة هو مشروع أمة، وهو مشروع يحاربه الغرب بكل ضراوة قبل أن يولد تنظيم الدولة بعقود طويلة، وقد اعتبره زعماء الغرب تهديدًا لا بد من التعامل معه بشكل جدي قبل أن يجد طريقه إلى الحياة. وأما تنظيم الدولة الذي يعلن قادته محاربة الغرب فإن مقامرًا أميركيًا واحدًا أسقط في ليلة واحدة في لاس فيغاس من الضحايا المدنيين أكثر مما أسقطه التنظيم من الغربيين في العالم أجمع على مدار سنوات. والمفارقة أن التنظيم سارع إلى تبني ذلك المقامر ونعيه رغم عدم وجود أي علاقة له به من قريب أو من بعيد؛ ما يضع علامة استفهام حول تبني التنظيم لكل العمليات المشابهة التي تتقصد تشويه الإسلام والنيل من فكرة الخلافة التي أعلنها التنظيم في ظروف مريبة. كما أن الفضاء الافتراضي (الشبكة العنكبوتية) الذي يتحدث التقرير عنه فهو فضاء ممسوك من أرباب صناعة هذه التكنولوجيا. وهو فضاء يؤمن فرصًا مهمةً للقوى الاستخباراتية لاختراق الجماعات “الجهادية” وللأفراد المتحمسين لتوجيههم واستغلالهم ودفعهم إلى تنفيذ أجندات مشبوهة؛ لذلك لا بد من الحذر من هذه التقارير الخبيثة. أما العمل لإقامة الخلافة الحقة فإنه يكون في الأمة الإسلامية لاستئنافها على رؤوس الأشهاد، وفي الدعوة لها على كافة المنابر المتاحة في العالم لعرضها كنموذج فريد وصالح في الحكم، يعالج مشاكل البشرية التي تكبر ككرة الثلج المتدحرجة، وتسحق المستضعفين بلا أدنى شفقة ولا رحمة.
2017-10-24