سياسات ترامب تدق ناقوس الخطر في أوروبا،
وتسرع بإرساء دفاع أوروبي مستقل
عقد رؤساء الدبلوماسية الأوروبية اجتماعًا مخصصًا للشؤون الأمنية والدفاعية في 25-05-2017م بهدف تقييم عملية تنفيذ الاستراتيجية الأوروبية الشاملة في مجالي الأمن والدفاع التي تم اعتمادها في شهر مارس/آذار من نفس العام، إضافة إلى تقييم العلاقات مع الحلف الأطلسي. وقد شارك أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في الاجتماع الذي يأتي قبل أيام من قمة الحلف الأطلسي التي يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويعتبر تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مع وضع خطة دفاعية تسمح بإرسال قوات للرد السريع إلى الخارج جزءًا من الاستراتيجية التي كان قد اعتمدها وزراء دفاع الاتحاد، كرد على انتقادات ترامب بشأن ضعف ميزانيات الدفاع لدى الشركاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، وتسمح الخطة الأوروبية بإرسال قوات للتدخل خلال أزمة ما قبل وصول قوات تابعة للأمم المتحدة. كما تُمكن الأوروبيين أيضًا من التحرك بدون دعم أميركي.
وأكد الخبير في الشؤون الدفاعية، نيكولا غرو فيرهايد لـ»العربي الجديد»، أن الاتحاد الأوروبي «يسعى بالأخص وبشكل عاجل إلى تعزيز آلية الرد السريع، بما في ذلك المجموعات القتالية التابعة للاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى اعتماد نهج جديد بخصوص استراتيجيات الشراكات، في إطار السياسة الأوروبية للأمن والدفاع، لتعزيز التعاون مع البلدان الحليفة”. وذكر فيرهايد بأن «الانتقادات الأميركية حول التمويل الأوروبي لقطاع الدفاع كان بمثابة ناقوس خطر دفع بالأوروبيين إلى البحث عن نوع من الاستقلالية في القرار والقدرات»، مشيرًا إلى أنه ينتظر أن يعلن الاتحاد الأوروبي عن إنشاء صندوق الدفاع الأوروبي.
كما تطرق الاجتماع إلى تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي من خلال النظر في تنفيذ برنامج مشترك يسعى إلى إعطاء دفعة جديدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في العديد من المجالات. ويضم البرنامج المشترك 42 من المقترحات تخص زيادة القدرات على مكافحة التهديدات غير الكلاسيكية، وتوسيع وتكثيف التعاون العملي بما في ذلك في مجال مكافحة الهجرة السرية إضافة إلى التدريبات المشتركة وتعزيز مرونة القدرات الدفاعية والأمنية. وينتظر أن يعلن عن نتائج التقييم وتنفيذ التعهدات في يونيو/حزيران القادم عبر بيان مشترك صادر عن رئيس المجلس الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
الوعي: إن سياسات ترامب الانعزالية، ومنهجه الفج في التعامل مع القوى الدولية، ومطالباته اللحوحة للشركاء والحلفاء والعملاء بدفع الأموال، قد يكون مجديًا على المدى القصير، لكنه سرعان ما يؤدي إلى اهتزاز الثقة العالمية بقيادة أميركا للعالم، ويدفع الدول للبحث عن حلول بديلة عن التحالف معها فضلًا عن التبعية لها، ما يؤثر سلبًا عليها، ويؤدي إلى قوقعتها على المدى البعيد. في هذا الإطار، تشكلت فجوة بين أميركا والمكسيك، بعد أن رفضت طلب ترامب دفع تكاليف الجدار المزمع بناؤه على طول الحدود بين البلدين، وكذلك حصل توتر بين أميركا وبين أستراليا، بعد أن أهان ترامب رئيس وزرائها، فضلاً عن الاضطراب السائد بين أميركا وأوروبا جراء ابتزازها العلني ومعاملتها بدونية وتكرار مطالبتها بسداد مستحقاتها لقاء استمرار الحماية الأميركية لها. يضاف إلى سياسات ترامب الانعزالية، شخصيته الرعناء المثيرة للجدل التي تحط بكل تأكيد من قدر أميركا في العالم، ومن قدر رئيس أميركا في أميركا، وتدفع الساسة والمفكرين ورجال الإعلام للتعامل مع الرئيس الأميركي كمعتوه يجب إقالته والحجر عليه.